شرح البالغ المدرك،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

[معرفة أنه لا بد من رسول]

صفحة 71 - الجزء 1

  (فجاءت الرسل بالآيات التي ليس في قوى الخلق المجيء بمثلها، فوجب تصديقهم على الله بعد الحجة والبينات).

  الآيات التي جاؤا بها مثل قلب العصا حيةً لموسى، وإحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص لعيسى ª. ومثل: تكثير الماء لنبينا محمد ÷ تسليماً، ومثل حَنِينْ الجِذْع، ومثل تكثير الطعام اليسير حتى يشبع منه الجم الغفير والعدد الكثير، وغير ذلك مما لايسع كتابنا شرح ذلك، من حديث مصارع أهل بدر، وحديث الاستسقاء، مع ادعائه النبوة قبل إظهاره لهذه الأشياء، وقد اتفق المسلمون مع اختلاف مذاهبهم وتباعد ديارهم وتضليل بعضهم بعضاً على صحة ذلك.

  فأجمعوا على أنه ÷ وضع يده في ميضأة ففار الماء من بين أصابعه ÷ حتى استقى منه وتوضأ ورووا منه جميعاً أيضاً.

  وأنه كان يخطب إلى جنب جذع قبل أن ينصب المنبر، فلما نُصِبَ وتحول النبي ÷، حَنَّ الجذع كما يحن الفصيل، حتى التزمه النبي ÷.

  ورووا أنه [÷] يوم الخندق دُعِيَ إلى طعام يسير،