[أقسام الأخبار]
  (ونسب جوره إليك).
  من قولهم قُدْرَة الكفر لاتكون قدرة على الإيمان، وقدرة الفسق لاتكون قدرة على الكفر.
  (أو قاسك بمقدار، أو شبهك بمثال، وقد قطعت العذر بكتابك المُنَزَّل، وأكملت دينك على لسان نبيك المرسل، محمد ÷.
  أما بعد فإن الدين لماعَفَتْ آثاره، وانْطَمَسَت أعلامه، واضْمَحَلَّت أنباؤه، وسُدَّت مطالعه).
  (أما بعد) قيل أن أول من تكلم بها أمير المؤمنين، وهما كلمتان جعلتا كلمة واحدة في الخطب والرسائل، مماشاكلهما للفصاحة. (أما) للخبر، و (بعد) لما وراء الغاية، والتقدير في هذا: إنا لما فرغنا من الفصل الأول أخبرنا عن ابتداء فصل ثان (فإن الدين) عبارة عن الشريعة، (لما عفت آثاره) أي دَرَسَت قال الشاعر:
  عفت الديار محلها فمقامها
  (آثاره) وهي الأخبار، واحدها أثر، ومنه قيل: أخبار مأثورة عن الرسول ÷، قال الله تعالى: {إِنْ هَذَا إِلاَّ