شرح البالغ المدرك،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

[أقسام الأخبار]

صفحة 109 - الجزء 1

  سِحْرٌ يُؤْثَرْ}⁣[المدثر: ٢٤]، وأصله من الأثر المعلوم برجلي الرجل في المحجة، وقال أمير المؤمنين # داعياً على الخوارج: «لابقي منكم أثر». أي مخبر، وهو الذي يروي الحديث. (وانطمست أعلامه) هي: ماعَلَمْتَ به الشيء ليتميز بعَلَمِك عن غيره، وأصله الحجز بين شيئين، والأنصاب في الطريق أعلام لها، والجبال أعلام، والأعلام الرماح. وأصل الطمس من التغطية، قال الله تعالى: {لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ}⁣[يس: ٦٦].

  (واضمحلت أنباؤه) واضمحل الشيء إذا انمحى وقَلَّ فصغر عما عُهِدَ. والأنباء هي الأخبار الصحيحة.

  (وسدت مطالعه) السَّدُّ هو الشيء الحائل، والمطالع هي المراقي، شبه # الأئمة بهذه الأشياء، وأشار بها إليهم وإلى الناقلين عنهم، ثم بين ذلك فقال:

  (عندما فقد من أنصاره، والقائمين بحفظه وحياطته).

  هذه الهاء راجعة إلى الدين وهو الشريعة، قال الله ø: {أَلاَ لله الدِّيْنُ الخَالِصُ}⁣[الزمر: ٣]، والقائمين هم أنصار الدين، والقائمون بحفظه