شرح البالغ المدرك،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

[أقسام الأخبار]

صفحة 111 - الجزء 1

  قال النبي ÷: «خير الطلائع أربعمائة» وهي: عيون الجيش، وأوائلهم، وذوو النَّجدة والشدة، والسبق إلى الشدائد، وطلائع الحق هم أنصار الدين، يروون ماخفي على غيرهم من المقالات الردية، فسموا طلائع الحق، سماهم بذلك #.

  (ومع كل داع إلى الضلال بينات من الهدى).

  لم يرد # أنه يدعو بدعوة الهدى والإرشاد، إنما دعا إلى الضلال، وقد أعطاه الله العقل حجة من الضلال، وبينة للجهال، وإرشاداً لهم من سبيل المحال، فهذا معنى قوله: (ومع كل داع إلى الضلال بينات من الهدى).

  (وإلى جنب طريق كل حَيرْة سبب واضح من الإرشاد، وفي كل شيء حجة قاطعة).

  جنب الطريق هو: الطريق على وجه. (الحيرة)، عبارة عمن حَار في الضلالة، وتحير فيها.

  (سبب واضح من الإرشاد)، كناية عن علماء أهل البيت $، وهو مأخوذ من الحَبْل.