[أقسام الأخبار]
  (وفي كل شيء حجة قاطعة) والشيء عند أهل الأصول هو أعم العموم.
  والشيء هو مايصح أن يُعْلَم، ويخبر عنه أو يدل عليه، لأنه مادخل تحت هذا الحد سمي بأنه شيء، وماخرج عن هذا الحد لايسمى شيئاً، وقد يجري الكلام في لاشيء على المجاز، ولاحقيقة له، ثم ينقسم إلى شيئين موجود ومعدوم، فلِلَّه في كل شيء حجة قاطعة لمن نظر وتفكر، لا لمن قلد وأهمل.
  (فأما رسل الله À فقد قاموا بحجج البلاغ، وأدوا وظائف الحقوق).
  احتجوا على أهليهم ومَنْ بُعثوا إليه في أزمنتهم بما أعطاهم الله من حججه، وأبان لهم من منهجه، وهي وظائف الحقوق، وهي لوازم الحقوق، وهي رواتب الحقوق.
  (وأبلغوا ماعليهم من فَرْضِ النَّصيحة، وأنفذوا شرائط الله عليهم في خَلْقِه، وأوقفوا العباد على سبيل النجاة، وسلكوا بهم مناهج السلامه).
  (فرض النصيحة)، لم يدخروا عنهم شيئاً ينفعهم في آخرتهم بماعلمهم الله إياه، وكانوا يحتاجون إليه لدينهم ودنياهم.