من
  مِنْهُ. وَ (الْمَلِيُّ) الزَّمَانُ الطَّوِيلُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ٤٦}[مريم: ٤٦]. وَ (الْمَلَوَانِ) اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ الْوَاحِدُ (مَلًا) مَقْصُورٌ. وَ (أَمْلَى) لَهُ فِي غَيِّهِ أَطَالَ لَهُ. وَأَمْلَى اللَّهُ لَهُ أَمْهَلَهُ وَطَوَّلَ لَهُ. وَأَمْلَى الْكِتَابَ وَ (أَمَلَّهُ) لُغَتَانِ جَيِّدَتَانِ جَاءَ بِهِمَا الْقُرْآنُ. قُلْتُ: أَرَادَ بِهِ قَوْلَهُ تَعَالَى: {فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ}[الفرقان: ٥] وَقَوْلَهُ تَعَالَى: {وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ}[البقرة: ٢٨٢] وَ (اسْتَمْلَاهُ) الْكِتَابَ سَأَلَهُ أَنْ يُمْلِيَهُ عَلَيْهِ.
  م ن: (مَنْ) اسْمٌ لِمَنْ يَصْلُحُ أَنْ يُخَاطَبَ وَهُوَ مُبْهَمٌ غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ. وَهُوَ فِي اللَّفْظِ وَاحِدٌ. وَيَكُونُ فِي مَعْنَى الْجَمَاعَةِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى {وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ}[الأنبياء: ٨٢] وَلَهَا أَرْبَعَةُ مَوَاضِعَ: الِاسْتِفْهَامُ نَحْوَ مَنْ عِنْدَكَ؟. وَالْخَبَرُ نَحْوَ رَأَيْتُ مَنْ عِنْدَكَ. وَالْجَزَاءُ نَحْوَ مَنْ يُكْرِمْنِي أُكْرِمْهُ. وَتَكُونُ نَكِرَةً نَحْوَ مَرَرْتُ بِمَنْ مُحْسِنٍ، أَيْ بِإِنْسَانٍ مُحْسِنٍ. وَ (مِنْ) بِالْكَسْرِ حَرْفٌ خَافِضٌ وَهُوَ لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ كَقَوْلِكَ: خَرَجْتُ مِنْ بَغْدَادَ إِلَى الْكُوفَةِ. وَقَدْ تَكُونُ لِلتَّبْعِيضِ كَقَوْلِكَ: هَذَا الدِّرْهَمُ مِنَ الدَّرَاهِمِ. وَقَدْ تَكُونُ لِلْبَيَانِ وَالتَّفْسِيرِ كَقَوْلِكَ: لِلَّهِ دَرُّهُ مِنْ رَجُلٍ فَتَكُونُ مِنْ مُفَسِّرَةً لِلِاسْمِ الْمَكْنِيِّ فِي قَوْلِكَ دَرُّهُ وَتَرْجَمَةً عَنْهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ}[النور: ٤٣] فَالْأُولَى: لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ، وَالثَّانِيَةُ: لِلتَّبْعِيضِ وَالثَّالِثَةُ: لِلتَّفْسِيرِ وَالْبَيَانِ. وَقَدْ تَدْخُلُ مِنْ تَوْكِيدًا لَغْوًا كَقَوْلِكَ: مَا جَاءَنِي مِنْ أَحَدٍ وَوَيْحَهُ مِنْ رَجُلٍ أَكَّدْتَهُمَا بِمِنْ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ}[الحج: ٣٠] أَيْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ الَّذِي هُوَ الْأَوْثَانُ وَكَذَلِكَ ثَوْبٌ مِنْ خَزٍّ. وَقَالَ الْأَخْفَشُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ}[الزمر: ٧٥] وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}[الأحزاب: ٤]: إِنَّمَا أَدْخَلَ مِنْ تَوْكِيدًا كَمَا تَقُولُ: رَأَيْتُ زَيْدًا نَفْسَهُ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: مَا رَأَيْتُهُ مِنْ سَنَةٍ أَيْ مُنْذُ سَنَةٍ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ}[التوبة: ١٠٨] وَقَالَ زُهَيْرٌ:
  لِمَنِ الدِّيَارُ بِقُنَّةِ الْحِجْرِ ... أَقْوَيْنَ مِنْ حِجَجٍ وَمِنْ دَهْرِ
  وَقَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى عَلَى كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ}[الأنبياء: ٧٧] أَيْ عَلَى الْقَوْمِ. وَقَوْلُهُمْ: مِنْ رَبِّي مَا فَعَلْتُ فَمِنْ حَرْفُ جَرٍّ وُضِعَ مَوْضِعَ الْبَاءِ هُنَا لِأَنَّ حُرُوفَ الْجَرِّ يَنُوبُ بَعْضُهَا عَنْ بَعْضٍ إِذَا لَمْ يَلْتَبِسِ الْمَعْنَى. وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَحْذِفُ نُونَهُ عِنْدَ الْأَلِفِ وَاللَّامِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فَيَقُولُ: مِلْكَذِبِ أَيْ مِنَ الْكَذِبِ.
  م ن ج ن: (الْمَنْجَنُونُ) الدُّولَابُ الَّتِي يُسْتَقَى عَلَيْهَا. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هِيَ الْمَحَالَةُ الَّتِي يُسْنَى عَلَيْهَا، وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ وَجَمْعُهَا (مَنَاجِينُ)، وَ (الْمَنْجَنِينُ) لُغَةٌ فِيهَا. قُلْتُ: الْمَحَالَةُ الْبَكْرَةُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي تَسْتَقِي بِهَا الْإِبِلُ.
  مَنْجَنِيقٌ فِي ج ن ق.
  م ن ح: (الْمَنْحُ) الْعَطَاءُ وَبَابُهُ قَطَعَ وَضَرَبَ، وَالِاسْمُ (الْمِنْحَةُ) بِالْكَسْرِ وَهِيَ الْعَطِيَّةُ.
  م ن ذ: (مُنْذُ) مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ وَ (مُذْ) مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ حَرْفَ جَرٍّ فَتَجُرَ مَا بَعْدَهَا وَتُجْرِيَهُمَا مُجْرَى فِي. وَلَا تُدْخِلْهُمَا حِينَئِذٍ إِلَّا عَلَى زَمَانٍ أَنْتَ فِيهِ فَتَقُولَ: مَا رَأَيْتُهُ مُذِ اللَّيْلَةِ. وَيَصْلُحُ أَنْ يَكُونَا اسْمَيْنِ فَتَرْفَعُ مَا بَعْدَهُمَا عَلَى التَّارِيخِ أَوْ عَلَى التَّوْقِيتِ فَتَقُولُ فِي التَّارِيخِ: مَا رَأَيْتُهُ مُذْ يَوْمُ الْجُمُعَةِ أَيْ أَوَّلُ انْقِطَاعِ الرُّؤْيَةِ يَوْمُ الْجُمُعَةِ. وَتَقُولُ فِي التَّوْقِيتِ: مَا رَأَيْتُهُ مُذْ سَنَةٌ. أَيْ أَمَدُ ذَلِكَ سَنَةٌ. وَلَا يَقَعُ هَاهُنَا إِلَّا نَكِرَةً لِأَنَّكَ لَا تَقُولُ مُذْ سَنَةُ كَذَا وَإِنَّمَا تَقُولُ مُذْ سَنَةٌ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: مُنْذُ لِلزَّمَانِ نَظِيرُهُ مِنْ لِلْمَكَانِ. وَنَاسٌ يَقُولُونَ: إِنَّ مُنْذُ فِي الْأَصْلِ كَلِمَتَانِ «مِنْ» وَ «إِذْ» جُعِلَتَا كَلِمَةً وَاحِدَةً وَهَذَا الْقَوْلُ لَا دَلِيلَ عَلَى صِحَّتِهِ.
  م ن ع: (الْمَنْعُ) ضِدُّ الْإِعْطَاءِ وَقَدْ مَنَعَ مِنْ بَابِ قَطَعَ فَهُوَ (مَانِعٌ) وَ (مَنُوعٌ) وَ (مَنَّاعٌ). وَ (مَنَعَهُ) عَنْ كَذَا (فَامْتَنَعَ) مِنْهُ. وَ (مَانَعَهُ) الشَّيْءَ (مُمَانَعَةً). وَمَكَانٌ (مَنِيعٌ) وَقَدْ (مَنُعَ) مِنْ بَابِ ظَرُفَ ... وَفُلَانٌ فِي عِزٍّ وَ (مَنَعَةٍ) بِفَتْحَتَيْنِ. وَقَدْ تُسَكَّنُ النُّونُ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ. وَقِيلَ: الْمَنَعَةُ جَمْعُ مَانِعٍ مِثْلُ كَافِرٍ وَكَفَرَةٍ أَيْ هُوَ فِي عِزٍّ وَمَنْ يَمْنَعُهُ مِنْ عَشِيرَتِهِ.
  م ن ن: (الْمُنَّةُ) بِالضَّمِّ الْقُوَّةُ يُقَالُ: هُوَ ضَعِيفُ الْمُنَّةِ. وَ (الْمَنُّ) الْقَطْعُ. وَقِيلَ: النَّقْصُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ٦}[التين: ٦]. وَ (مَنَّ) عَلَيْهِ أَنْعَمَ،