لمحات من السيرة النبوية الشريفة المستوى الثاني الابتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

(10) بقية غزوة أحد

صفحة 33 - الجزء 1

(١٠) بقية غزوة أحد

  سنحت للمشركين الفرصة عندما ترك أكثر الرماة موقعهم في جبل الرماة ولم يبق إلا عبد الله بن جبير وقليل معه، فانثنى بعضهم من خلف المسلمين وطلعوا على باقي الرماة فقتلوهم وكبسوا جيش المسلمين من ورائهم، فتركوا نبيهم ÷ في ساحة المعركة وفروا عنه، ولم يثبت معه إلا قليل ثبتوا عنده يردون عنه هجمات المشركين، وكُسِرَت رَبَاعِيَةُ رسول الله ÷ وجُرِحَتْ جبهته ووجنته حتى سالت دماؤه فأسقطوه في حفرة، وأصيب علي # بعدة جراحات وكسرت إحدى زنديه، وكل من ثبتوا مع النبي ÷ قتلوا أو جرحوا، وقد كان رسول الله ÷ يدعو أصحابه الذين لم يثبتوا معه وهم فارون مصعدون إلى الجبل فلا يلتفتون إليه ولا يستمعون لندائه، وقد نعى الله تعالى عليهم ذلك فقال: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ}⁣[آل عمران ١٥٣].

  وشاع بين الصحابة أن رسول الله ÷ قد قُتل فأصابهم الدهش، ففكر الكثير منهم في أن يستسلموا لقريش ويلتمسوا الأمان منهم، فنعى الله تعالى عليهم ذلك فقال سبحانه: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى