(11) غزوة بني النضير
(١١) غزوة بني النضير
  ربيع أول سنة ٤ هـ
  بنو النضير هم قوم من اليهود كانوا في المدينة، وكانوا قد صالحوا الرسول ÷ ألا يكونوا عليه ولا له، فلما هزم المشركين في بدر قالوا: هو الذي في التوراة لا ترد له راية، فلما غُلِبَ في أحد ارتابوا فحالفوا قريشًا على حرب الرسول ÷، فلما علم النبي ÷ بنقضهم العهد الذي بينهم وبينه صبحهم بالكتائب، فحاصرهم إحدى وعشرين ليلة، ثم أخرجهم من ديارهم.
  قال الله تعالى فيهم: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ٢}[الحشر].
  {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} أي: أن الله تعالى أخرجهم من جزيرة العرب عند أول حشرهم؛ لأنهم أول من أجلي من اليهود عن الجزيرة وحشروا إلى الشام.
  فلما قذف الله في قلوبهم الرعب طلبوا من النبي ÷ الصلح فأبى عليهم إلا الجلاء، فجلوا إلى أرض الشام وطائفة إلى خيبر