(14) غزوة الخندق (الأحزاب)
  الخندق فقال: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٦٣}[النور]، قال في المصابيح نقلًا عن البرهان: وروينا عن آبائنا أن رسول الله ÷ كان يحفر الخندق لحرب الأحزاب، فبينما هو يضرب فيه بِمِعْوَلِهِ إذ وقع الْمِعْوَلُ على صفا فطارت منه كهيئة الشهاب من نار في السماء - أي: الهواء - فضرب الثاني فخرج مثل ذلك، فضرب الثالث فخرج مثل ذلك، فرأى ذلك سلمان فقال له النبي ÷: «أرأيت ما خرج من كل ضربة ضربتها؟» قال: نعم يا رسول الله، فقال ÷: «يفتح الله لكم بيض المدائن وقصور الشام ومدائن اليمن» قال: وفشا ذلك في أصحاب رسول الله ÷ وتحدثوا به، فقال بعض المنافقين عندما جاءتهم الأحزاب وبلغت القلوب الحناجر: أيعدنا محمد أن يفتح لنا مدائن اليمن وبيض المدائن وقصور الشام وأَحَدُنا لا يستطيع أن يقضي حاجته إلا قتل، هذا والله الغرور. قال تعالى فيهم: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ١٢}[الأحزاب].