(15) حال المسلمين في غزوة الخندق
(١٥) حال المسلمين في غزوة الخندق
  قد ذكر الله تعالى وبيَّن كثرة المشركين وإحاطتهم بالمسلمين، وما أصاب المسلمين عند ذلك من الهول والفزع فقال سبحانه: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} قال في البرهان: جاء منه - أي: من الشرق - عوف بن مالك من بني النضير، وعيينة بن حصن في أهل نجد، وطلحة بن خويلد الأسدي من بني أسد، وأبو الأعور السلمي ومعه حيي بن أخطب اليهودي من يهود بني قريظة مع عامر بن الطفيل.
  {وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} أي: من جهة الغرب، وهم قريش ومن معها، وقالوا: ستكون حملة رجل واحد حتى نستأصل محمدًا.
  {وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} بين الله تعالى بهذه العبارة شدة هول المسلمين ومدى خوفهم وفزعهم في ذلك المقام، وقال تعالى: {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ١١}[الأحزاب] المعنى والله أعلم: أنه تميز في هذا اليوم الشديد الهائل المخلصُ من المنافق والثابتُ من المتزلزل، وقوي الإيمان من ضعيف الإيمان، وأخبر الله تعالى عن ظن المنافقين وتفصيله: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ١٢}[الأحزاب].