لمحات من السيرة النبوية الشريفة المستوى الثاني الابتدائي،

مكتبة أهل البيت (ع) (معاصر)

(17) غزوة بني قريضة

صفحة 54 - الجزء 1

  وقد كان مريضًا مدنفًا فجاء محمولًا، فلما دنا من خيمة رسول الله ÷ قال ÷: «قوموا إلى سيدكم»⁣(⁣١) فقام إليه المسلمون فأنزلوه إعظامًا وإكرامًا واحترامًا، وبعد محاورة أصدر سعد حكمه فيهم فقال: «إني أحكم أن يقتل مقاتلوهم، وتسبى ذراريهم ونساؤهم وأموالهم»، فخدت أخاديد وجيء بهم مكتوفين وضربت أعناقهم.

  وقد ذكر الله تعالى هذه الغزوة المباركة بعد ذكره لغزوة الأحزاب فقال سبحانه {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا ٢٦ وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا ٢٧}⁣[الأحزاب]، فأخبر الله تعالى قبل هذه الآية وذكر المؤمنين بعظيم نعمته عليهم حيث رد عنهم المشركين وهزمهم، ثم أتبع ذلك في هذه الآية بنعم أخرى عظيمة، وهي أنه أذل


(١) رواه البخاري في صحيحه (٤: ٦٧) رقم (٣٠٤٣) ومسلم في صحيحه (٣: ١٣٨٨) رقم (١٧٦٨)، وأبو داود في سننه (٤: ٣٥٥) رقم (٥٢١٥)، والنسائي في سننه (٧: ٣٣٨) رقم (٨١٦٥)، وأحمد في مسنده (١٧: ٢٥٩) رقم (١١١٦٨)، والبيهقي في سننه (٦: ٩٥) رقم (١١٣١٤)، والطبراني في الكبير (٦: ٦) رقم (٥٣٢٣)، وابن أبي شيبة في مصنفه (٧: ٣٧٩) رقم (٣٦٨٣٠)، والبغوي في شرح السنة (، وابن حبان في صحيحه (١٥: ٤٩٦) رقم (٧٠٢٦)، وعبد بن حميد في مسنده (١: ٣٠٧) رقم (٩٩٥)، والطيالسي في مسنده (٣: ٦٨٤) رقم (٢٣٥٤) وغيرهم.