مقدمة
  الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَالْمُتَعَاوِنِينَ عَلَى نَشْرِ الْعِلْمِ وتَعْلِيمِهِ، وَدَعْوَةِ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلاَ، دَعْوَةً خَالِصَةً مِنَ الشَّكِّ وَالشُّبُهَاتِ، وَاتِّبَاعِ الْهَوَى وَالشَّهَوَاتِ.
  فَإِنَّ الدَّعْوَةَ إِلَى اللَّهِ، وَتَعْلِيمِ النَّاسِ، سَبَبُ الْهِدَايَةِ الْمَأْمُول، وَطَرِيقُ السَّعَادَةِ الْمَأْهُولِ، وَبِهَا يَقَعُ تَذْكِيرُ الْغَافِلِ، وَتَحْرِيكُ الْخَامِلِ، وَهِيَ مِفْتَاحُ الْفَهْمِ، وَمُقَدِّمَةُ الْعِلْمِ، وَمَدْخَلُ الْعَمَلِ، وَهِيَ مُهِمَّةُ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِين، وَسَبِيل أَتْبَاع النَّبِيِّ الأَمِيْن، وَشَرَفهَا وَفَضْلهَا مَعْلُومٌ، وَخَيْرهَا وَأَثَرهَا مَلْمُوس.
  الْحِرْصُ عَلَى هِدَايَةِ النَّاسِ وَإِرْشَادِهِمْ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ الدَّعْوَةَ إِلَى اللَّهِ فَضْلهَا عَظِيمٌ، وَأَجْرُهَا كَبِيرٌ عِنْدَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
  وَاعْلَمُوا: وَفَّقَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ وَجَمِيعَ الْمُسْلِمِينَ لِمَا يُحِبَّهُ وَيَرْضَاهُ، أَنَّ الدَّعْوَةَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، عَمَلُ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِيْنَ، وَأَنَّ الْعُلَمَاءَ نُوَّابٌ عَنِ الأَنْبِيَاءِ فِي هَذَا الأَمْر الْخَطِيرِ، فَهُمْ أُمَنَاءُ اللَّهِ عَلَى شَرْعِهِ، وَالْحَافِظُونَ لِدِينِهِ الْقَويِمِ، وَالْقَائِمُونَ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ، وَالْعَارِفُونَ بِمَا يَجِبُ لِلَّهِ مِنْ كَمَالٍ وَتَنْزِيهٍ.