رسالة إلى طلبة العلم والدعاة إلى الله،

طيب عوض منصور (معاصر)

(7) - التعاون على البر والتقوى:

صفحة 109 - الجزء 1

  فَهَذِهِ الأَحَادِيثُ صَرِيحَةً فِي تَعْظِيمِ حُقُوقِ الْمُسْلِمِينَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَحَثِّهِمْ عَلَى التَّرَاحُمِ، وَالْمُلاَطَفَةِ، وَالتَّعَاوُنِ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَالتَّعَاضُد فِي غَيْرِ إِثْمٍ، وَلاَ مَكْرُوهٍ، وَنَحْوِ ذَلِكَ، مَعَ صَفَاءِ الْقُلُوبِ، وَالنَّصِيحَةِ بِكُلِّ حَالٍ ..

  لاَ حِقْدَ، وَلاَ حَسَدَ، وَلاَ غِيبَةَ، وَلاَ نَمِيْمَة، وَلاَ غِشَّ، وَلاَ خِدَاعَ، وَلاَ غَدْرَ، وَلاَ خِيَانَة، وَلاَ كَذِبَ، وَلاَ تَنَابَزَ بِالأَلْقَابِ، وَلاَ غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يُؤْذِي الْمُسْلِم أَوِ الْمُسْلِمَة، مِمَّا يُسَبِّبُ الشَّحْنَاء، وَالْبَغْضَاء، وَالْعَدَاوَة وَالأَحْقَاد، وَالْفُرْقَة.

  بَلْ هُمْ أَوْلِيَاءُ يَتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ، وَيَتَنَاصَحُونَ بِكُلِّ خَيْرٍ، وَلِذَلِكَ هُمْ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَبِهَذَا تَصْلُحُ مُجْتَمَعَاتُهُمْ، وَتَسْتَقِيمُ أَحْوَالُهُمْ.

  فَلاَ بُدَّ مِنْ فَهْمٍ صَحِيحٍ لِمَا تُوجِبُهُ الأُخُوَّةُ الإِيمَانِيَّةُ، مِنْ تَعَاطُفٍ، وَتَوَادٍّ، وَتَنَاصُرٍ، كَمَا فِي هَذِهِ الأَحَادِيثِ الَّتِي يُشَبِّهُ فِيهَا الرَّسُولُ الْمُؤْمِنِينَ بِالْبُنْيَانِ الْمَرْصُوصِ، الْمُتَمَاسِكِ اللَّبِنَاتِ، أَوْ بِالْجَسَدِ الْمُتَرَابِطِ الأَعْضَاءِ، مِنْ دَعْوَةٍ إِلَى الْخَيْرِ، وَإِلَى مَكَارِمِ