(8) - الالتزام والتطبيق لما يدعو إليه:
(٨) - الالْتِزَامُ، وَالتَّطْبِيقُ لِمَا يَدْعُو إِلَيْهِ:
  مِنْ شُرُوطِ طَلَبَةِ الْعِلْمِ، وَالدُّعَاةِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى: أَنْ يَعْمَلُوا بِمَا يَأْمُرُونَ بِهِ الطُّلاَبِ مِنَ الآدَابِ، وَالأَخْلاَقِ، وَغَيْرِهَا مِنَ الْعُلُومِ، وَلْيَحْذَرُوا مُخَالَفَة أَقْوَالهمْ لأَفْعَالِهِمْ.
  إِذْ كَيْف يَدْعُو إِلَى شَيْءٍ وَهُوَ لاَ يَفْعَلُهُ، وَلاَ يُطَبِّقهُ عَلَى نَفْسِهِ.
  وَذَلِكَ حَتَّى يَكُونَ قُدْوَةً لِمَنْ يَدْعُوهُمْ، فَسُلُوكُ الدَّاعِي وَأَفْعَاله أَكْبَرُ أَثَرًا فِي الْمَدْعُوّينَ مِنْ أَقْوَالِهِ.
  إِنَّ تَخَلُّقَ الْمُرْشِد بِمَا يَدْعُو إِلَيْهِ، وَاصْطِبَاغَهُ بِصِبْغَتِهِ، يُعِينُهُ عَلَى الدَّعْوَةِ، فَإِنَّهُ يُيَسِّرُ عَلَى الْمَدْعُوِّينَ قَبُول الدَّعْوَةِ، إِذْ يَرَوْنَ دَاعِيَهُمْ مُمْتَثِلاً لِمَا يَدْعُو إِلَيْهِ، وَكَانَ النَّبِيُّ ÷ إِذَا أَمَرَ بِأَمْرٍ بَدَأَ فِيهِ بِنَفْسِهِ وَأَهْلِهِ.
  إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ نَجَاح الْمُرْشِد، أَنْ يَكُونَ عَامِلاً بِمَا يَدْعُو النَّاسَ إِلَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ، مُنْتَهِيًا عَمَّا يَنْهَى النَّاسَ عَنْهُ، لِيَتَطَابَقَ قَوْلُهُ وَفِعْلُهُ، فَيَكُونُ فِعْلُهُ مُصَدِّقًا لِقَوْلِهِ، مُؤَيِّدًا لَهُ، فَإِنْ كَانَ بِضِدِّ ذَلِكَ كَانَ فِعْلُهُ مُكَذِّبًا لِقَوْلِهِ، وَصَادًّا لِلنَّاسِ عَنْ قَبُولِهِ، وَالاِمْتِثَال لَهُ، لِمَا فِي الطَّبَائِعِ الْبَشَرِيَّةِ مِنَ التَّأَثُّرِ بِالأَفْعَالِ.