رسالة إلى طلبة العلم والدعاة إلى الله،

طيب عوض منصور (معاصر)

مقدمة

صفحة 12 - الجزء 1

  الْمَعْنَى: لاَ أَحَد أَحْسَنُ كَلاَمًا، وَطَرِيقَةً، وَحَالَةً، مِمَنْ دَعَا النَّاسَ إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ، وَطَاعَةِ رَسُلِهِ، وَذَلِكَ بِتَعْلِيمِ جَاهِلِيهُمْ، وَوَعَظِ غَافِلِهُمْ، وَنَصْحِ مُعْرِضهُمْ، وَالأَمْر بِعِبَادَةِ اللَّهِ بِجَمَيعَ أَنْوَاعِهَا، وَالْحَثِ عَلَيْهَا، وَتَحْسِينِهَا، وَتَحْبِيبِهَا مَهْمَا أَمْكَن، وَالزَّجْرِ عَمَّا نَهَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ عَنْهُ، وَتَقْبِيحه، وَالتَّحْذِير مِنْهُ بِكِلِ وَسِيلَةٍ وَطَرِيقَةٍ تُوجِبُ تَرْكِهِ.

  وَكَانَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: إِذَا تَلاَ هَذِهِ الآيَةِ يَقُولُ: «هَذَا حَبِيبُ اللَّهِ، هَذَا صَفْوَةُ اللَّهِ، هَذَا خِيرَةُ اللَّهِ، هَذَا أَحَبُّ أَهْلِ الأَرْضِ إِلَى اللَّهِ».

  إِنَّ هَذَا الثَّنَاء عَلَى الدُّعَاةِ إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلاَ، هَذَا الثَّنَاءُ عَلَيْهِمْ لأَجْلِ أَنَّهُمْ دَعَوْ إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلاَ، وَنَشَرُوا دِينَ اللَّهِ، وَجَاهَدُوا فِي ذَلِكَ، فَإِذَا كَانَتِ الدَّعوَةُ أَحْسَنُ الْقَوْلِ، وَأَفْضَلُ الْقَوْلِ، فَإِنَّ مَعْنَى ذَلِكَ أَنَّ الدَّاعِيَةَ - كَمَا قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ -: هُوَ أَحْسَنُ النَّاسِ كَلاَماً، وَأَحْسَنُ النَّاسِ عَمَلاً، إِذَا صَدَّقَ عَمَلُهُ قَوْلَهُ.