مقدمة
  فَإِنَّهُ يُبَيِّنُ أَنَّ الدُّعَاءَ إِلَى اللَّهِ، وَمَا يَتْبَعُ ذَلِكَ، هُوَ أَحْسَنُ الْقَوْل، وَأَعْلاَهُ مَرْتَبَةً، وَمَا ذَلِكَ إِلاَّ لِشَرَفِ غَايَاتِهِ، وَعِظَمِ أَثَرِهِ.
  وَلاَ رَيْبَ أَنَّ هَذَا الثَّنَاءُ يُحَفِّزُ الْهِمَم الْعَالِيَة، وَيُلْهِبُ الْمَشَاعِرَ، وَيُحَرِّكُ كَوَامِنَ النُّفُوس، إِلَى الْمُشَارَكَةِ الْفَاعِلَةِ فِي الإِرْشَادِ، وَالدَّعْوَةِ إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلاَ، وَإِرْشَادِ النَّاسَ وَتَوجِيْهِهِمْ إِلَى أَسْبَابِ السَّعَادَةِ، وَالْعِزَّةِ، وَالنَّجَاةِ، فِي الدِّينِ وَالدُّنْيا وَالآخِرَةِ.
  فَضْل مَنْ يُعَلِّمُ النَّاسَ الْعِلْمَ النَّافِعَ:
  وَإِلَيْكُمْ: أَيُّهَا الطُّلاَّبُ وَالدُّعَاة إِلَى اللَّهِ تَعَالَى: بَعْضَ مَا وَرَدَ مِنَ الأَحَادِيْثِ فِي فَضْلِ مَنْ يُعَلِّمُ النَّاسَ الْعِلْمَ النَّافِعَ.
  مِنْهَا: مَا رَوَاهُ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ فِي أَمَالِيهِ: عَنْ أَبِى أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ، حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا، وَحَتَّى الْحُوتَ فِي الْبَحْرِ، لَيُصَلُّوْنَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاس الْخَيْرَ».
  وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِلَفْظِ: عَنْ أَبِى أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ، وَأَهْلُ