رسالة إلى طلبة العلم والدعاة إلى الله،

طيب عوض منصور (معاصر)

مقدمة

صفحة 14 - الجزء 1

  السَّموَاتِ وَالأَرْضِ، حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا، وَحَتَّى الْحُوتَ فِي الْبَحْرِ، لَيُصَلُّوْنَ عَلَى مُعَلِّمِ الْخَيْرِ». قَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي التَّرْغِيبِ: بَعْدَ ذِكْرِ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ مَا لَفْظُهُ: رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ..

  أَيْ: يَدْعُونَ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُمْ وَيُثْنُونَ عَلَيْهِمْ.

  فَأَيُّ: فَضْلٍ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.؟

  وَأَيُّ: مَنْزِلَةٍ تِلْكَ الَّتِي يَبْلُغهَا الْمُعَلِّمُ، وَيَسْتَحِقُّ بِهَا أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَمَلاَئِكَتهُ، وَيَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ، حَتَّى الْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْبَحْرِ، وَالطَّيْرُ فِي جَوِّ السَّمَاءِ.؟

  وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ ÷: «مُعَلِّمُ الْخَيْرِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبِحَارِ».

  وَلِهَذَا كَانَ مُعَلِّمُ الْخَيْرِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ، حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبَحْرِ، وَاللَّهُ وَمَلاَئِكَتُهُ يُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاس الْخَيْرَ، لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ عُمُومِ النَّفْعِ لِكُلِّ شَيْءٍ.

  فَيَا لَهَا: مِنْ مُكَافَأَةٍ مَا أَكْرَمَهَا.