(11) - القدوة الحسنة:
  فَإِنَّ الدَّاعِيَةَ، وَالْمُعَلِّمَ النَّاجِح: الَّذِي يَكُونُ القُدْوَة الْحَسَنَة، وَالْمَثْل الْكَامِل فِي الْخُلُقِ وَالسِّيرَةِ الْحَسَنَةِ، وَالْعِلْمِ، وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، والأَخْلاَقِ الْحَمِيدةِ، حَتَّى تَكُونَ الأَفْعَال مُطَابِقَة للأَقْوَالِ ...
  فَالتَّأْدِيبُ وَالتَّعْلِيمُ بِالأَفْعَالِ خَيْرٌ وَأَنْفَعُ مِنَ التَّأْدِيبِ وَالتَّعْلِيمِ بِالأَقْوَالِ ...
  يَقُولُ اللّهُ ø: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ ٢ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ}.
  وَالْمَقْتُ: أَشَدُّ الْبُغْضِ ..
  فَهَذَا ذَمٌّ لِمَنْ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلاَ يَأْتِيهِ، فَإِذَا كَانَ الْمُرْشِد، وَالْمُرْشِدَة، آمرًا لِلْمَدْعُوِّ بِأَمرٍ هُوَ نَفْسُهُ لاَ يَفْعَلُهُ، أَوْ يَنْهَاهُ عَنْ شَيْءٍ وَيَفْعَلُهُ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُ تَبُوءُ بِالْفَشَلِ، فَلِهَذَا يَجِبُ عَلَى الْمُرْشِدِ، أَوِ الْمُرْشِدَةِ أَنْ يَكُونَ قُدْوَةً حَسَنَةً.
  وَقَدْ ثَبَتَ الْوَعِيدُ الشَّدِيدُ، وَالْمَقْتُ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ، لأُولَئِكَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَلاَ يَأْتُونَهُ، وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ويَأْتُونَهُ.