رسالة إلى طلبة العلم والدعاة إلى الله،

طيب عوض منصور (معاصر)

(1) - التفقه في الدين:

صفحة 29 - الجزء 1

  النُّقْصَانَ مِنْ نَفْسِهِ فَهُوَ فِي نُقْصَانٍ، وَمَنْ كَانَ فِي نُقْصَانٍ فَالْمَوْتُ خَيْرٌ لَهُ».

  وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ: «مَنْ أَمْضَى يَوْمَهُ فِي غَيْرِ حَقٍّ قَضَاهُ، أَوْ فَرْضٍ أَدَّاهُ، أَوْ مَجْدٍ أَثَّلَهُ، أَوْ حَمْدٍ حَصَّلَهُ، أَوْ خَيْرٍ أَسَّسَهُ، أَوْ عِلْمٍ اقْتَبَسَهُ، فَقَدْ عَقَّ يَوْمَهُ وَظَلَمَ نَفْسَهُ» ..

  فَاجْتَهِدُوا فِي طَلَبِهِ، وَاسْتَعْذِبِوا التَّعَبَ فِي حِفْظِهِ، وَالسَّهَرَ فِي دَرْسِهِ، وَالنَّصَبَ الطَّوِيلَ فِي جَمْعِهِ، وَوَاظِبُوا عَلَى تَقْيِيدِهِ وَرِوَايَتِهِ، ثُمَّ انْتَقِلُوا إِلَى فَهْمِهِ وَدِرَايَتِهِ.

  أَعِزَّائِي طَلَبَة الْعِلْمِ: إِخْوَانِي الدُّعَاة إِلَى اللَّهِ تَعَالَى: إِنَّ الْمُرْشِدَ النَّاجِح، هُوَ الَّذِي يَعْرِفُ قِيمَةَ الْوَقْتِ، وَأَهَمِّيَّته، وَأَنَّ لَهُ شَأْنًا عِنْدَ اللَّهِ، وَأَنَّ هَذَا الْوَقْتَ هُوَ رَأْسُ مَالِنَا، فَإِنْ ضَيَّعْنَاهُ ضَاعَتْ حَيَاتُنَا، وَإِنْ حَفِظْنَاهُ كُنَّا مِنَ السَّابِقِيْنَ، الْمُفْلِحِينَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا الزَّائِلَةِ.

  عَنِ الْحَسَنِ البَصْرِيّ: قَالَ: «ابْنَ آدَمَ: إِنَّمَا أَنْتَ أَيَّامٌ، كُلَّمَا ذَهَبَ يَوْمٌ، ذَهَبَ بَعْضُكَ».