(2) - الإخلاص لله تعالى:
  وَهُوَ الَّذِي يَجْعَلُ فِي عَزْمِ الإِنْسَانِ مَتَانَة، وَيَرْبِطُ عَلَى قَلْبِهِ إِلَى أَنْ يَبْلُغَ الْغَايَةَ، وَكَثِيرٌ مِنَ العَقَبَاتِ لاَ يُسَاعِدُكَ عَلَى الْعَمَلِ لِتَذْلِيلِهَا إِلاَّ الإِخْلاَصُ ..
  وَلَوْلاَ الإِخْلاَصُ الَّذِي سَكَنَ فِي قُلُوبٍ زَاكِيَاتٍ، لَحُرِمَ النَّاسُ مِنْ خَيْرَاتٍ كَثِيرَة، تَقِفُ دُونَهَا عَقَبَات ..
  وَالإِخْلاَصُ: هُوَ الَّذِي يَرْفَعُ الإِنْسَان إِلَى أَقْصَى دَرَجَاتِ الْفَضْلِ وَالْمَجْد ..
  وَالإِخْلاَصُ: هُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ الْعَبْد الْمُطِيع، الَّذِي أَرَادَ وَجْهَ اللَّهِ ø وَالدَّارَ الآخِرَةَ، وبَيْنَ الْعَبْد الَّذِي أَرَادَ مَا عِنْدَ عِبَاد اللَّهِ مِنْ جَاهٍ، أَوْ مَالٍ، أَوْ شُهْرَةٍ، أَوْ سُمْعَةٍ، أَوْ حُظُوظِ الدُّنْيَا.
  فَالإِخْلاَصُ: هُوَ تَصْفِيَةُ الإِنْسَان عَمَلَهُ بِصَالِحِ النِّيَّةِ عَنْ جَمِيعِ الشَّوَائِبِ، وَذَلِكَ بِأَنْ تَصْدُرَ مِنْهُ جَمِيعَ الأَقْوَالِ، وَالأَفْعَالِ، خَالِصَةً لِوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى، وَطَلَبِ ثَوَابِهِ، وَابْتِغَاءِ مَرْضَاتِهِ، وَهَرَبًا مِنْ أَلِيمِ عِقَابِهِ، لَيْسَ فِيهَا شَائِبَةُ رِيَاءٍ، أَوْ سُمْعَةٍ، أَوْ قَصْدِ نَفْعٍ، أَوْ غَرَضٍ شَخْصِيٍّ، أَوْ شَهْوَةٍ ظَاهِرَةٍ، أَوْ خَفِيَّةٍ.