رسالة إلى طلبة العلم والدعاة إلى الله،

طيب عوض منصور (معاصر)

(2) - الإخلاص لله تعالى:

صفحة 37 - الجزء 1

  الْعَمَلِ كَثِيرًا، وَتُضَاعَفُ حَسَنَاتُهُ، بِغَيْرِ حَصْرٍ وَلاَ حِسَابَ، وَيَضَاعِفَ اللَّهُ لَهُ الأَجْرَ وَالثَّوَاب، فَالْحَسَنَةُ: بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، إِذَا أَخْلَصَ الْعَبْدُ لِلَّهِ، فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، حَتَّى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، وَيَضَاعِفُ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ، وَاللَّهُ تَعَالَى غَفُورٌ لِلذُّنُوبِ، شَكُورٌ لِلْقَلِيلِ مِنَ الأَعمالِ الصَّالِحةِ، إِذَا وُجِدَ مَعَهَا الإِخْلاَصُ.

  أَعِزَّائِي طَلَبَة الْعِلْمِ: إِخْوَانِي الدُّعَاة إِلَى اللَّهِ تَعَالَى: إِنَّ الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ إِذَا كَانَتْ بِغَيْرِ إِخْلاَصٍ لِلَّهِ لَمْ يَتَقَبَّلْهَا اللَّهُ مِنْكُمْ، فَهِيَ مَرْدُودَةٌ عَلَى صَاحِبِهَا، لأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لاَ يَقْبَلُ الْعَمَلَ إِلاَّ بِإِخْلاَصٍ: كَمَا رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ÷: فِيمَا يَرْوِيهِ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ #: فِي الأَمَالِي عَنْ شَدَّادِ بن أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ÷: «إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الأَوَّلِينَ وَالآخَرِينَ بِبَقِيعٍ وَاحِدٍ، يَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ، وَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِيَ، يَقُولُ: أَنَا خَيْرُ شَرِيكٍ، مَنْ كَانَ يَعْمَلُ عَمَلاً فِي الدُّنْيَا كَانَ لِي فِيهِ شَرِيكٌ، فَأَنَا أَدَعُهُ الْيَوْمَ، وَلاَ أَقْبَلُ إِلاَّ خَالِصًا»، ثُمَّ قَرَأَ: {إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ