رسالة إلى طلبة العلم والدعاة إلى الله،

طيب عوض منصور (معاصر)

(3) - صلة المرشد بالله تعالى:

صفحة 57 - الجزء 1

  وَكَمْ مِنْ كَلِمَةٍ لاَ يُلْقِى لَهَا الإِنْسَانُ بَالاً، هَوَتْ بِصَاحِبِهَا فِي قَعْرِ جَهَنَّمَ.؟

  وَعَنِ النَّبِيِّ ÷ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أَوْ لِيَصْمُتْ»

  فَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ السَّلاَمَةِ حِفْظُ اللِّسَانِ.

  إِذَا فَهِمْتَ ذَلِكَ فَاعْلَمْ: أَنَّ زَلاَّتِ اللسَانِ عَظِيمَةٌ، فَزَلَّةٌ مِنْ زَلاَّتِهِ قَدْ تُؤَدِّي بِالإنْسَانِ إِلَى الْهَلاَكِ وَالْعَطَبِ، وَمُفَارَقَةِ أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ، وَأَصْدِقَائِهِ، وَجِيرَانِهِ، فَلْيَحْذَرِ الإِنْسَانُ مِمَّا يَجْرِي بِهِ لِسَانُهُ.

  وَقَالَ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ #: «وَلْيَخْزُنِ الرَّجُلُ لِسَانَهُ، فَإِنَّ هَذَا اللِّسَانَ جَمُوحٌ بِصَاحِبِهِ، وَاللَّهِ مَا أَرَى عَبْداً يَتَّقِي تَقْوَى تَنْفَعُهُ حَتَّى يَخْزُنَ لِسَانَهُ، وَإِنَّ لِسَانَ الْمُؤْمِنِ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِهِ، وَإِنَّ قَلْبَ الْمُنَافِقِ مِنْ وَرَاءِ لِسَانِهِ، لأَنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِكَلاَمٍ تَدَبَّرَهُ فِي نَفْسِهِ، فَإِنْ كَانَ خَيْراً أَبْدَاهُ، وَإِنْ كَانَ شَرّاً وَارَاهُ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ يَتَكَلَّمُ بِمَا أَتَى عَلَى لِسَانِهِ لاَ يَدْرِي مَا ذَا لَهُ وَمَا ذَا عَلَيْهِ، وَلَقَدْ قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ ÷: