رسالة إلى طلبة العلم والدعاة إلى الله،

طيب عوض منصور (معاصر)

(3) - صلة المرشد بالله تعالى:

صفحة 62 - الجزء 1

  «النَّاسُ نِيَامٌ فَإِذَا مَاتُوا انْتَبَهُوا» فَعِنْدَ ذَلِكَ يَنْكَشِفُ لِكُلِّ مُفْلِسٍ إِفْلاَسُهُ، وَلِكُلِّ مُصَابٍ مُصِيبَتُهُ، وَقَدْ رُفِعَ النَّاسُ عَنِ التَّدَارُكِ.

  إِنَّ الدَّاعِيَةَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى النَّاجِح: هُوَ الَّذِي يَعْرِفُ قِيمَةَ الْوَقْتِ، وَأَهَمِّيَّته، وَأَنَّ لَهُ شَأْنًا عِنْدَ اللَّهِ، وَأَنَّ هَذَا الْوَقْتَ هُوَ رَأْسُ مَالِنَا، فَإِنْ ضَيَّعْنَاهُ ضَاعَتْ حَيَاتُنَا، وَإِنْ حَفِظْنَاهُ كُنَّا مِنَ السَّابِقِيْنَ الْمُفْلِحِينَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.

  قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: «ابْنَ آدَمَ، إِنَّمَا أَنْتَ أَيَّامٌ، كُلَّمَا ذَهَبَ يَوْمٌ، ذَهَبَ بَعْضُكَ».

  أَخِي الكَرِيم: إِنَّ الدُّنيَا سَاعَة، فَاجْعَلهَا طَاعَة، وَالنَّفسُ طَمَّاعَة، فَعَلِّمْهَا القَنَاعَة.

  أَمْسُ قَدْ مَاتَ، وَاليَوْمُ فِي السِّيَاقِ، وَغَداً لَمْ يُولَدْ.

  وَأَنْتَ ابْنُ السَّاعَةِ فَاجْعَلهَا طَاعَةً، تَعُدْ لَكَ بِأَرْبَحِ بِضَاعَةٍ.

  إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ مَتَاعٌ ... وَالْجُهُولُ الْجَهُولُ مَنْ يَصْطَفِيهَا

  مَا مَضَى فَاتَ وَالْمُؤَمَّلُ غَيْبٌ ... وَلَكَ السَّاعَةُ الَّتِي أَنْتَ فِيْهَا

  أَشْرَفُ الأشْيَاءِ قَلْبُكَ وَوَقْتُكَ، فإذَا أَهْمَلْتَ قَلْبَكَ، وضيَّعْتَ وَقْتَكَ، فَمَاذَا بَقِيَ مَعَك، كُلُّ الفَوَائِدِ ذَهَبَتْ.