رسالة إلى طلبة العلم والدعاة إلى الله،

طيب عوض منصور (معاصر)

(3) - صلة المرشد بالله تعالى:

صفحة 63 - الجزء 1

  وَقْتُ الإِنْسِانَ هُوَ عُمُرهُ، وَمَادَة حَيَاتِهِ الأَبَدِيّة فِي النَّعِيم الْمُقِيمِ، وَمَادَة الْمَعِيشَةِ الضَّنْكِ فِي الْعَذَابِ الأَلِيمِ، وَهُوَ يَمُر مَرَّ السَّحَاب.

  فالعَاقِلُ اليَقِظُ يُحَافِظُ عَلَى وَقْتِهِ أَكْثَرَ مِنْ مُحَافَظَتِهِ عَلَى مَالِهِ، وَلاَ يُضَيِّعُ مِنْهُ شَيْئاً بَلْ يَسْتَعْمِلَهُ فِيْمَا يُقَرِّبُهُ إِلَى اللَّهِ ø، والدَّارِ الآخِرَةِ.

  وَلَقَدْ وَجَّهَنَا رَسُولُ اللَّهِ ÷ إِلَى قِيمَةِ الْوَقْتِ، وَطَرِيق الاِنْتِفَاعِ بِهِ، فِيمَا وَرَدَ عَنْهُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَحَادِيثِ: مُشِيرًا إِلَى أَنَّ الْمُؤْمِنَ بَيْنَ مَخَافَتَيْنِ: بَيْنَ أَجَلٍ قَدْ مَضَى لاَ يَدْرِي مَا اللَّهُ صَانِعٌ بِهِ، وَبَيْنَ أَجَلٍ قَدْ بَقِيَ لاَ يَدْرِي مَا اللَّهُ قَاضٍ فِيهِ، فَلْيَأْخُذِ الْعَبْدُ لِنَفْسِهِ مِنْ نَّفْسِهِ، وَمِنْ دُنْيَاهُ لآخِرَتِهِ، وَمِنَ الشَّبِيبَةِ قَبْلَ الْهَرَمِ، وَمِنَ الصِّحَّةِ قَبْلَ السَّقَمِ، وَمِنَ الْحَيَاةِ قَبْلَ الْمَوْتِ.

  عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ÷ يَقُول فِي خُطْبَتِهِ: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ لَكُمْ مَعَالِمَ فَانْتَهُوا إِلَىَ مَعَالِمِكُمْ، وَإِنَّ لَكُمْ نِهَايَةً فَانْتَهُوا إِلَى نِهَايَتِكُمْ.