رسالة إلى طلبة العلم والدعاة إلى الله،

طيب عوض منصور (معاصر)

(3) - صلة المرشد بالله تعالى:

صفحة 65 - الجزء 1

  وَشَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ.

  وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ».

  فَيَا لَهَا: مِنْ مَوْعِظَةٍ لَوْ صَادَفَتْ مِنَ الْقُلُوبِ حَيَاةً.

  وَالْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ: «احْفَظِ اللَّهَ».

  أَيْ: احْفَظْ حُدُودَهُ، وَعُهُودَهُ، وَأَوَامِرَهُ، وَنَوَاهِيَهُ.

  وَحِفْظُ ذَلِكَ هُوَ الْوُقُوفُ عِنْدَ أَوَامِرِهِ بِالامْتِثَالِ، وَعِنْدَ نَوَاهِيهِ بِالاجْتِنَابِ.

  وَعِنْدَ حُدُودِهِ فَلاَ يَتَجَاوَزَهَا، وَلاَ يَتَعَدَّى مَا أَمَرَ بِهِ إِلَى مَا نَهَى عَنْهُ، فَيَدْخُلُ فِي ذَلِكَ فِعْلُ الْوَاجِبَاتِ كُلِّهَا، وَتَرْكُ الْمُنْهَيَاتِ كُلِّهَا.

  فَيَنْبَغِي لِلْمُرْشِدِ: أَنْ يَغْتَنِمَ أَيَّامَ عُمْرِهِ، بِالاشْتِغَالِ بِالأَعمَالِ الصَّالِحَةِ.

  وَأَنْ يَغْتَنِمَ الْحَيَاةَ قَبْلَ الْمَمَاتِ، وَأَنْ يَسْتَبِقَ الْخَيْرَاتِ قَبْلَ الْوَفَاةِ.

  وَأَنْ يُحَافِظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، وَعَلَى السُّنَنِ مَا اسْتَطَاعَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً، وأَنْ يَحْرِصَ عَلَى إِحْيَائِهَا، وَلاَ يَسْتَهِين بِسُنَّةٍ مِنْ هَذِهِ السُّنَنِ ....