(4) - الصبر في الدعوة إلى الله:
(٤) - الصَّبْرُ فِي الدَّعْوَةِ إِلَى اللَّهِ:
  الصَّبْرُ مَنْزِلَةٌ رَفِيعَةٌ لاَ يَنَالُهَا إِلاَّ ذَوُو الْهِمَمِ الْعَالِيَةِ، وَالنُّفُوسِ الزَّكِيَّةِ.
  إِنَّ الصَّبْرَ مِنْ أَعْظَمِ الصِّفَاتِ الَّتِي يِنْبَغِي أَنْ يَتَحَلَّى بِهَا كُلُّ طَالِبِ عِلْمٍ، وَكُلُّ دَاعِيَةٍ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى: الَّذِي لاَ يَسْتَغْنُونَ عَنْهَا فِي دَعْوَتِهِمْ وَإِرْشَادِهِمْ، لِلنَّاسِ، وَاخْتِلاَطِهِمْ بِهِمْ، فَهُوَ لاَ بُدَّ أَنْ يُلاَقِيَ كُلّ مُرْشِدٍ أَوْ مُرْشِدَةٍ مِنْ بَعْضِهِمْ الصَّدُود، وَالإِعْرَاض، إِنْ لَمْ يُلاَقِ الأَذَى وَالإِهَانَةِ، وَالاضْطِهَادِ ..
  وَلَقَدْ أُوذِيَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ بِضُرُوبٍ مِنَ الأَذَى، فَكَانَ يَصْبِرُ عَلَيْهَا صَبْرًا جَمِيْلاً، كَمَا أُوذِيَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ....
  أُوذِيَ فِي اللَّهِ أَشَدَّ الأَذَى، فَكَذَّبُوهُ، وَاسْتَهْزَءُوا بِهِ، اتَّهَمُوْهُ بِالْجُنُونِ، يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ ذَلِكَ: {وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ}.