(4) - الصبر في الدعوة إلى الله:
  وَاتَّهَمُوهُ بِالسّحْرِ وَالْكَذِبِ، يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ ذَلِكَ: {وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} ..
  وَلَكِنَّ اللَّهَ رَدَّ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} ..
  وَلَكِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ صَبَرَ ..
  فَقَدْ كَانَ يَصْبِرُ عَلَى الأَذَى، وَيَحْتَمِلُ الْجَفَاءَ، حَتَّى أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ عِنْدَمَا يَنَالُهُ مِنْ أَذَى النَّاسِ: «رَحِمَ اللَّهُ أَخِي مُوسَى فَقَدْ أُوذِيَ مُوسَى بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ».
  وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، ¥، قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ قَسَمًا، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ هِذِهِ لَقِسْمَةً مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهَ اللَّهِ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ ÷ فَاحْمَرَّ وَجْهُهُ، ثُمَّ قَالَ: «رَحِمَ اللَّهُ أَخِي مُوسَى فَقَدْ أُوذِيَ مُوسَى بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ».