رسالة إلى طلبة العلم والدعاة إلى الله،

طيب عوض منصور (معاصر)

(4) - الصبر في الدعوة إلى الله:

صفحة 71 - الجزء 1

  وَبِالصَّبْرِ تنَالُ مَحَبَّةُ اللَّهِ وَمَعِيَّته، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}، وَقَالَ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.

  وَالصُّبْرُ جَزَاؤُهُ عَظِيمٌ، قَالَ تَعَالَى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.

  وَلَيْسَ مَنْزِلَةٌ مِنْ مَنَازِلِ الْخَيْرِ، إِلاَّ وَلِلصَّبْرِ فِيهِ عَمَلٌ، وَبِهِ تَمَامُهُ ..

  وَمَا مِنْ قُرْبَةٍ إِلاَّ وَأَجْرُهَا بِتَقْدِيرٍ وَحِسَابٍ، إِلاَّ الصَّبْرُ.

  وَقَدْ وَعَدَ اللَّهُ الصَّابِرِينَ بِأَنَّهُ مَعَهُمْ، فَقَالَ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.

  أَيْ: بِالنَّصْرِ، وَالْمَعُونَةِ، وَالتَّأْيِيدِ، وَالْمَحَبَّةِ، وَالتَّوْفِيقِ، وَالإِلْهَامِ ..

  قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ: دَلَّتِ الآيَةُ عَلَى أَنَّ مَنْ صَبَرَ ظَفِرَ، فَإِنَّ الصَّبْرَ مَطِيَّة الظَّفَرِ.

  كَمَا قَالَ الإِمَامُ عَلَيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ #: «لاَ يَعْدَمُ الصَّبُورُ الظَّفَرَ، وَإِنْ طَالَ بِهِ الزَّمَانُ».

  وَالصُّبْرُ سَبَبٌ لِدُخُولِ الْجَنَّةِ، قَالَ تَعَالَى: {سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}.