(4) - الصبر في الدعوة إلى الله:
  وَجَمَعَ لَهُمْ بَيْنَ أُمُورٍ لَمْ يَجْمَعْهَا لِغَيْرِهِمْ، فَقَالَ تَعَالَى: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.
  قَوْلُهُ: {صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ}، يَعْنِي: مَغْفِرَةً مِنْ رَبِّهِمْ.
  فَالصَّلَوَاتُ وَالرَّحْمَةُ عَلَى الَّذِينَ صَبَرُوا وَاسْتَرْجَعُوا.
  قَوْلُهُ: {وَرَحْمَةٌ}، يَعْنِي: رَحْمَةً لَهُمْ، وَأَمَنَةً مِنَ الْعَذَابِ.
  لَقَدْ بَشَّرَ اللَّهُ الصَّابِرِينَ بِثَلاَثِ خِصَالٍ مِنَ الْخَيْرِ: الصَّلاَةُ مِنَ اللَّهِ عَلَيْهمْ، وَالرَّحْمَةُ لَهُمْ، وَهِدَايَتَهُ إِيَّاهُمْ.
  وَالآياتُ فِي الأَمْرِ بِالصَّبْر وَبَيَانِ فَضْلِهِ كَثِيرةٌ مَعْرُوفِةٌ.
  وَالصُّبْرُ أَسَاسُ الإِيمَانِ، وَبِهِ يَصِحُّ الدِّينُ، وَتُؤَدَّى الْفُرُوضُ، وَيُسْتَحَقُّ الثَّوَابُ ..
  وَلِهَذَا قَالَ الإِمَامُ عَلَيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ #: «وَاعْلَمُوا أَنَّ الصَّبْرَ مِنَ الإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ، فَإِذَا قُطِعَ الرَّأْسُ مَاتَ الْجَسَدُ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لاَ إِيْمَانَ لِمَنْ لاَ صَبْرَ لَهُ».
  وَعَنِ النَّبِيِّ ÷: أَنَّهُ قَالَ: «عَجَبَاً لأَمْرِ الْمُؤْمِن، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَير، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِن، إِنْ