(4) - الصبر في الدعوة إلى الله:
  عَلَيْهِمْ، وَالصَّبْرُ عَلَى انْتِظَارِ النَّتَائِجِ وَنَجَاحِهَا، لأَنَّ اسْتِعْجَال الثَّمَرَة قَدْ يُؤَدِّي إِلَى نَتَائِجِ عَكْسِيَّةٍ، تَضُرُّ أَكْثَرَ مِمَّا تَنْفَعُ.
  فَالصَّبْرُ إِذَا اقْتَرَنَ بِالأَمْرِ كَانَ عِصْمَةٌ مِنَ الْمَلَلِ، وَالْيَأْسِ، وَالاِنْقِطَاعِ، وَتَفَجَّرَتْ بِسَبَبِهِ يَنَابِيعَ الْعَزْمِ وَالثَّبَاتِ.
  إِنَّهُ الصَّبْرُ الْمُتْرَع بِأَنْوَاعِ الأَمَلِ الْعَرِيضِ، وَلَيْسَ صَبْرُ الْيَائِسِ الَّذِي لَمْ يَجِدْ بُداً مِنَ الصَّبْرِ فَصَبَرَ ..
  وَبِالْجُمْلَةِ: فَإِنَّ الصَّبْرَ مِنْ أَعْظَمِ الأَخْلاَقِ، وَأَجَلِّ الْعِبَادَاتِ.
  فَلاَ نَجَاحَ فِي الدُّنْيَا، وَلاَ نَصْرَ وَلاَ تَمْكِينَ، إِلاَّ بِالصَّبْرِ، وَلاَ فَلاَحَ فِي الآخِرَةِ، وَلاَ فَوْزَ، وَلاَ نَجَاةَ إِلاَّ بِالصَّبْرِ ..
  قَالَ الإِمَامُ عَلَيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ #:
  إِنِّي رَأَيْتُ وَفِي الأَيَّامِ تَجْرِبَةٌ ... لِلصَّبْرِ عَاقِبَةً مَحْمُودَةَ الأَثَرِ
  وَقَلَّ مَنْ جَدَّ فِي شَيْءٍ يُحَاوِلُهُ ... وَاسْتَشْعَرَ الصَّبْرَ إِلاَّ فَازَ بِالظَّفَرِ