(5) - الرحمة:
(٥) - الرَّحْمَة:
  لاَ بُدَّ لِطَلَبَةِ الْعِلْمِ، وَالدُّعَاةِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى: أَنْ تَنْبِضَ قُلُوبُهُمْ بِالرَّحْمَةِ، وَالشَّفَقَةِ عَلَى النَّاسِ، وَإِرَادَة الْخَيْرِ لَهُمْ، وَالنُّصْحِ لَهُمْ، وَلاَ يَكُنْ كُلّ هَمِّهِمْ أَنْ يُلْقِيَ عَلَيْهِمُ الدَّرْسَ فَقَطْ، بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَحْرِصَ كُلَّ الْحِرْصِ عَلَى هِدَايَتِهِمْ، وَاسْتِنْقَاذِهِمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْجَهْلِ وَفَسَادِ الأَخْلاَقِ، إِلَى نُورِ الْعِلْمِ وَالْيَقِينِ، وَالإِيمانِ وَسُمُوِّ الأَخْلاَقِ، وَمِنْ ظُلُمَاتِ الْمَعَاصِي وَالسَّيِّئَاتِ، إِلَى نُورِ الطَّاعَاتِ وَالأَعْمَالِ الصَّالِحَاتِ، حَتَّى يَفُوزُونَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ تَعَالَى وَجَنَّتِهِ، وَيَنْجُونَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَعِقَابِهِ ..
  إِنَّ عَلَى طَلَبَةِ الْعِلْمِ، وَالدُّعَاةِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى: فِي كُلِّ مَكَانٍ وَزَمَانٍ، الاتِّصَافُ بِاللِّينِ وَالرِّفْقِ، وَالتَّلَطُّفِ مَعَ النَّاسِ، لأَنَّ ذَلِكَ أَدْعَى إِلَى اسْتِمَالَتِهِمْ، وَإِقْنَاعِهِم، أَمَّا أُسْلُوبَ العُنْفِ، وَالْغِلْظَةِ، وَالشِّدَّةِ، فَقَدْ أَثْبَتَ الْوَاقِعُ فَشَلهُ، وَعَدَم جَدْوَاهُ.
  لَقَدْ خَاطَبَ اللَّهُ تَعَالَى رَسُولَهُ مُحَمَّدًا ÷ بِقَوْلِهِ: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ