رسالة إلى طلبة العلم والدعاة إلى الله،

طيب عوض منصور (معاصر)

(5) - الرحمة:

صفحة 77 - الجزء 1

  مِنَ الضَّلاَلِ إِلَى الْهُدَى، وَأَنْ يُبْعِدَهُمْ عَنْ مَوَاطِنِ الْفِتَنِ وَسُبُلِ الْهَلاَكِ، وَلَهُ فِي رَسُولِ اللَّهِ الأُسْوَةُ الْحَسَنَةُ، فَهُوَ أَرْحَم النَّاسِ، قَالَ تَعَالَى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}.

  {عَزِيزٌ عَلَيْهِ} أَيْ: شَدِيدٌ عَلَيْهِ وَشَاقٌ، {مَا عَنِتُّمْ}، أَيْ: عَنَتُكُمْ وَمَشَقَّتُكُمْ.

  وَالْعَنَتُ: التَّعَبُ، وَالْمَشَقَّةُ.

  {حَرِيصٌ عَلَيْكُم}، أَيْ: حَرِيصٌ أَشَدُّ الْحِرْصِ عَلَى إِيْمَانِكُمْ، وَهِدَايَتِكُمْ، وَوُصُولِ النَّفْعِ الدُّنْيَوِيِّ، وَالأُخْرَوِيِّ إِلَيْكُمْ ..

  {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}، أَيْ: عَطُوفٌ، كَثِيرُ الرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَالْحُنُوِّ عَلَيْهِمْ، وَالتَّعَطُّفَ وَالتَّعَطُّفِ عَلَيْهِمْ، وَالرِّفْقِ بِهِمْ، وَالرِّعَايَةِ لأَحْوَالِهِمْ ..

  وَفِيهِ بَيَانُ مَا كَانَ عَلَيْهِ ÷ مِنَ الرَّأْفَةِ، وَالرَّحْمَةِ، وَالشَّفَقَةِ، وَحُسْنِ الْخُلُقِ، وَالْحِرْص عَلَى نَجَاةِ الأُمَّةُ.

  فَهُوَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ، إِذْ هَدَاهُمْ إِلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ، وَهُوَ رَحِيمٌ بِهِمْ، يَعِزُّ عَلَيْهِ أَنْ يُصِيبَهُمْ عَنَتٌ، وَهُوَ حَرِيصٌ عَلَى