(5) - الرحمة:
  هِدَايَتِهِمْ، وَصَلاَحِ حَالِهِمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَهُوَ شَدِيدُ الرَأْفَةِ وَالرَحْمِةِ بِالْمُؤْمِنِينَ.
  فَقَدِ اسْتَطَاعَ بِأَخْلاَقِهِ الْكَرِيمَةِ، الشَّرِيفَةِ، صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ: أَنْ يُخْرِجَ النَّاسِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَأَنْ يَسْتَنْقِذَهُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْجَهْلِ وَفَسَادِ الأَخْلاَقِ، إِلَى نُورِ الْعِلْمِ وَالْيَقِينِ، وَالإِيمَانِ، وَسُمُوِّ الأَخْلاَقِ، وَمِنْ ظُلُمَاتِ الْمَعَاصِي وَالسَّيِّئَاتِ، إِلَى نُورِ الطَّاعَاتِ وَالأَعْمَالِ الصَّالِحَاتِ.
  وَلِذَلِكَ مَدَحَ اللَّهُ تَعَالَى رَسُولَهُ فِي الْقُرْآنِ، مَدْحاً شَرِيْفاً، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثنَاءً جَمِيْلاً، بِأَنَّهُ عَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ، فَقَالَ: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.
  فَهُوَ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الطَّبْعِ الْكَرِيمِ، وَالْقَلْبِ البَرِّ الرَّحِيم، وَالأَخْلاَقِ الْحَسَنَةِ، وَالطّبَائِعِ الْكَرِيمَةِ، مِنَ الصَّبْرِ وَالتَّجَمُّلِ، وَالْعَفْوِ وَالتَّحَمُّلِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأَخْلاَقِ الَّتِي جُعِلَتْ فِيهِ، وَامْتَنَّ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِهَا عَلَيْهِ، فصَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ..