رسالة إلى طلبة العلم والدعاة إلى الله،

طيب عوض منصور (معاصر)

(5) - الرحمة:

صفحة 81 - الجزء 1

  وَمَا نَازَعَهُمْ فِي شَيْءٍ مِنْ أَعْرَاضِهِمْ، وَسِعَهُمْ حِلْمُهُ وَبِرَّهُ، وَعَطْفُهُ.

  فَقَدْ كَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ ÷: يَصْبِرُ عَلَى الأَذَى فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَيَحْتَمِلُ الْجَفَاءَ، وَيَصْفَحُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ، وَيَكْظِمُ الْغَيْظَ، ويَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَهُ، وَيُعْطِي مَنْ حَرَمَهُ، وَيُحْسِنُ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهِ، وَيَقْضِي حَوَائِجَ النَّاسِ، وَنَحْوُ ذَلِكَ ..

  فَكَانَ ÷ أَفْضَلَ قَوْمِهِ مُرُوْءَةً، وَأَحْسَنَهُمْ خُلُقاً، وَأَكْرَمَهُمْ حَسَباً، وَأَحْسَنَهُمْ جِوَاراً، وَأَعْظَمَهُمْ حِلْماً، وَأَصْدَقَهُمْ حَدِيْثاً، وَأَعْظَمَهُمْ أَمَانَةً، وَأَوْفَاهُمُ عَهْداً، وَأَبَرَّهُمْ عَمَلاً، وَأَعَفَّهُمْ نَفْسًا، وَأَبْعَدَهُمْ مِنَ الْفُحْشِ وَالأَخْلاَقِ السِّيِّئَةِ تَنَزُّهًا وَتَكَرُّمًا، حَتَّى مَا اسْمُهُ فِي قَوْمِهِ إِلاَّ الأَمِيْنُ لِمَا جَمَعَ اللَّهُ فِيْهِ مِنَ الأُمُوْرِ الصَّالِحَةِ، وَالْخِصَالِ الْكَرِيمَةِ الْمَرْضِيّةِ ....

  هذِهِ هِيَ صِفَاتُ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ÷، الَّذِي أَمَرَنَا اللَّهُ جَلَّ وَعَلاَ بِالتَّأَسِّي بِهِ، وَاقْتِفَاءِ أَثَرِهِ.

  وَهِيَ نَمُوذَجٌ لِكُلِّ مُرْشِدٍ، وَمُرْشِدَةٍ، وَدَاعِيَةٍ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، يُرِيدُ دَعْوَةَ النَّاسِ إِلَى الْخَيْرِ، وَلَكِنْ مَعَ ذَلِكَ وَلِلأَسَفِ الشَّدِيدِ: