رسالة إلى طلبة العلم والدعاة إلى الله،

طيب عوض منصور (معاصر)

(5) - الرحمة:

صفحة 82 - الجزء 1

  بَعْضُنَا يُفَرَّطُ فِي هَذِهِ الصِّفَاتِ، وَيَصْدُرُ مِنْهُ مِنَ الْمَوَاقِفِ وَالتَّصَرُّفَاتِ، مَا يَنِمُّ عَنِ الْغِلْظَةِ، وَالفَظَاظَةِ، وَعَدَمِ الْحِلْمِ، وَسَعَةِ الصَّدْرِ، وَفُقْدَانِ الرِّفْقِ وَالأَنَاةِ، وَمَعْلُومٌ مَا يَنْتُجُ عَنْ ذَلِكَ مِنْ نَفْرَةِ النَّاسِ وَكُرْهِهِمْ لِمَنْ هَذِهِ أَخْلاَقُهُ ....

  إِنَّ الدَّاعِيَةَ الرَّفِيق: هُوَ الْعَبْدُ الْحَسَنُ الْخُلُقِ، الْوَقُورُ الْحَلِيمُ، الَّذِي أَيْنَمَا كَانَ وَمَتَى كَانَ تَصْبُو إِلَيْهِ القُلُوب، لأَنَّهُ إِنْ قَالَ: فَقَوْلُهُ حُلْوٌ لأَنَّهُ أَدِيبٌ حَكِيمٌ، وَإِنْ فَعَلَ فَأَفْعَالُهُ تُرْشِدُ إِلَى تَعَلُّمِ الأَدَبِ، وَلَيْسَ بَنُو آدَمَ الَّذِينَ يُحِبُّونَ الرِّفْقَ، بَلْ يُشَارِكُهُمْ فِي ذَلِكَ سَائِر الْحَيَوَانَاتِ، وَإِنْ شِئْتَ فَانْظُرْ مَبْلَغَ حَنِينَ تِلْكَ الْحَيَوَانَاتِ إِلَيْهِم.

  فَكُنْ رَفِيقاً أَيُّهَا الْمُرْشِدُ تَجْمَعُ بَيْنَ حُبِّ اللَّهِ وَحُبِّ عِبَادِهِ، وَلَيْسَ بَعْدَ ذَلِكَ لِذَوِي الْعُقُولِ النُّهَى أَرَبُ ..

  أَمَّا الْمُرْشِدُ، أَوِ الْمُرْشِدَة، الْغَلِيظُ الْقَلْبِ يَنْفَضُّ النَّاسُ عَنْهُ، وَلاَ يَنْجَحُ فِي عَمَلِهِ، وَإِنْ كَانَ مَا يَدْعُو إِلَيْهِ حَقاً وَصِدقًا.

  وَهَا هُوَ الْحَبِيبُ مُحَمَّدٍ ÷ قَدْ نَدَبَنَا إِلَى الرِّفْقِ فِي تَنَاوُل الأُمُورِ، وَمُعَامَلَةِ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: صَلَّى اللَّهُ