رسالة إلى طلبة العلم والدعاة إلى الله،

طيب عوض منصور (معاصر)

(5) - الرحمة:

صفحة 83 - الجزء 1

  عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ في شَيْءٍ إِلاَّ زَانَهُ، وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ شَانَهُ».

  فَفِيهِ دَلاَلَةٌ بِأَنَّ الرِّفْقَ مِمَّا يُزَيِّنُ الأَشْيَاءَ، وَضِدَّهُ يُشِينُهَا.

  وَهَا هُوَ الْحَبِيبُ مُحَمَّدٍ ÷ يَقُولُ: «مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الْخَيْرِ، وَمَنْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الْخَيْرِ».

  أَيْ: نَصِيبَهُ مِنَ الْخَيْرِ، إِذْ بِهِ تُنَالُ الْمَطَالِبُ الدُّنْيَوِيَّةُ وَالأُخْرَوِيَّةُ، وَبِفَوْتِهِ تَفُوتَانِ، فَفِيهِ فَضْلُ الرِّفْقِ وَالْحَثُّ عَلَى التَّخَلُّقِ بِهِ وَذَمُّ الْعُنْفِ.

  يَعْنِي: أَنَّ نَصِيبَ الرَّجُلِ مِنَ الْخَيْرِ عَلَى قَدْرِ نَصِيبِهِ مِنَ الرِّفْقِ، وَحِرْمَانَهُ مِنَ الْخَيْرِ عَلَى قَدْرِ حِرْمَانِهِ مِنَ الرِّفْقِ.

  وَعَنِ النَّبِيِّ ÷، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ».

  قَوْله: «رَفِيقٌ»، أَيْ: يُعَامِل النَّاس بِالرِّفْقِ وَاللُّطْف، وَيُكَلِّفهُمْ بِقَدْرِ الطَّاقَة.