(5) - الرحمة:
  عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ في شَيْءٍ إِلاَّ زَانَهُ، وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ شَانَهُ».
  فَفِيهِ دَلاَلَةٌ بِأَنَّ الرِّفْقَ مِمَّا يُزَيِّنُ الأَشْيَاءَ، وَضِدَّهُ يُشِينُهَا.
  وَهَا هُوَ الْحَبِيبُ مُحَمَّدٍ ÷ يَقُولُ: «مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الْخَيْرِ، وَمَنْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الْخَيْرِ».
  أَيْ: نَصِيبَهُ مِنَ الْخَيْرِ، إِذْ بِهِ تُنَالُ الْمَطَالِبُ الدُّنْيَوِيَّةُ وَالأُخْرَوِيَّةُ، وَبِفَوْتِهِ تَفُوتَانِ، فَفِيهِ فَضْلُ الرِّفْقِ وَالْحَثُّ عَلَى التَّخَلُّقِ بِهِ وَذَمُّ الْعُنْفِ.
  يَعْنِي: أَنَّ نَصِيبَ الرَّجُلِ مِنَ الْخَيْرِ عَلَى قَدْرِ نَصِيبِهِ مِنَ الرِّفْقِ، وَحِرْمَانَهُ مِنَ الْخَيْرِ عَلَى قَدْرِ حِرْمَانِهِ مِنَ الرِّفْقِ.
  وَعَنِ النَّبِيِّ ÷، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ».
  قَوْله: «رَفِيقٌ»، أَيْ: يُعَامِل النَّاس بِالرِّفْقِ وَاللُّطْف، وَيُكَلِّفهُمْ بِقَدْرِ الطَّاقَة.