رسالة إلى طلبة العلم والدعاة إلى الله،

طيب عوض منصور (معاصر)

(6) - التواضع:

صفحة 90 - الجزء 1

(٦) - التَّوَاضُعُ:

  اعْلَمْ: أَخِي الطَّالِبُ لِلْعِلْمِ، أَخِي الدَّاعِيَةُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى: أَنَّ التَّوَاضُعَ سَبَبٌ لِلرِّفْعَةِ فِي الدَّارَيْنِ ..

  نَعَمْ: لاَ رَيْبَ أَنَّ التَّوَاضُعَ مِنَ الصِّفَاتِ الْجَمِيلَةِ الْحَمِيدَةِ، الَّتِي يَنْبَغِي أَنْ يَتَّصِفَ بِهَا كُلُّ طَالِبِ عِلْمٍ، وَكُلُّ دَاعِيَةٍ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ..

  وَقَدْ مَدَحَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ الْمُتَوَاضِعِينَ فَقَالَ تَعَالَى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَانِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَماً}.

  يَعْنِي: بِسَكِينَةٍ وَوَقَارٍ، مِنْ غَيْرِ تَكَبُّرٍ، وَلاَ تَمَاوُتٍ.

  فَالْمُؤْمِنُ حَلِيمٌ، وَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِ حَلُمَ، وَلاَ يَظْلِمُ، وَإِنْ ظُلِمَ غَفَرَ، وَلاَ يَبْخَلُ وَإِنْ بُخِلَ عَلَيْهِ صَبَرَ.

  وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ حَبِيبَهُ ÷ بِالتَّوَاضُعِ فَقَالَ: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ} ,

  وَخَفْضُ الجَنَاحِ، هُوَ كِنَايَةٌ عَنِ التَّوَاضُعِ، وَالرِّفْقِ بِهِمْ، وَالرَّحْمَةِ بِهِمْ، وَلِينِ الْجَانِبِ.