(6) - التواضع:
(٦) - التَّوَاضُعُ:
  اعْلَمْ: أَخِي الطَّالِبُ لِلْعِلْمِ، أَخِي الدَّاعِيَةُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى: أَنَّ التَّوَاضُعَ سَبَبٌ لِلرِّفْعَةِ فِي الدَّارَيْنِ ..
  نَعَمْ: لاَ رَيْبَ أَنَّ التَّوَاضُعَ مِنَ الصِّفَاتِ الْجَمِيلَةِ الْحَمِيدَةِ، الَّتِي يَنْبَغِي أَنْ يَتَّصِفَ بِهَا كُلُّ طَالِبِ عِلْمٍ، وَكُلُّ دَاعِيَةٍ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ..
  وَقَدْ مَدَحَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ الْمُتَوَاضِعِينَ فَقَالَ تَعَالَى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَانِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَماً}.
  يَعْنِي: بِسَكِينَةٍ وَوَقَارٍ، مِنْ غَيْرِ تَكَبُّرٍ، وَلاَ تَمَاوُتٍ.
  فَالْمُؤْمِنُ حَلِيمٌ، وَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِ حَلُمَ، وَلاَ يَظْلِمُ، وَإِنْ ظُلِمَ غَفَرَ، وَلاَ يَبْخَلُ وَإِنْ بُخِلَ عَلَيْهِ صَبَرَ.
  وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ حَبِيبَهُ ÷ بِالتَّوَاضُعِ فَقَالَ: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ} ,
  وَخَفْضُ الجَنَاحِ، هُوَ كِنَايَةٌ عَنِ التَّوَاضُعِ، وَالرِّفْقِ بِهِمْ، وَالرَّحْمَةِ بِهِمْ، وَلِينِ الْجَانِبِ.