الكلام على حديث السفينة مخرجوه
  ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، وَاللَّهِ لَقَدْ فَارَقَكُمْ رَجُلٌ مَا سَبَقَهُ الأَوَّلُوْنَ بِعِلْمٍ، وَلاَ يُدْرِكَهُ الآخِرُوْنَ، فَقَدْ كَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ ÷ يُعْطِيْهِ الرَّايَةَ فَيُقَاتِلُ جِبْرِيْلُ عَنْ يَمِيْنِهِ، وَمِيْكَائِيْلُ عَنْ يَسَارِهِ، فَمَا يَرْجِعُ حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَاللَّهِ لَقَدْ قَبِضَهُ اللَّهُ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي قُبِضَ فِيْهَا وَصِيُّ مُوْسَى، وَعُرِجَ بِرُوْحِهِ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي عُرِجَ فِيْهَا بِرُوْحِ عِيْسَى، وَفِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُنْزِلَ فِيْهَا الْقُرْآنُ، وَاللَّهِ مَا تَرَكَ ذَهَباً وَلاَ فِضَّةً إِلاَّ شَيْئاً عَلَى صَبِيٍّ لَهُ، وَمَا تَرَكَ فِي بَيْتَ الْمَالِ إِلاَّ سَبْعَمِائَةٍ وَخَمْسِيْنَ دِرْهَماً فَضُلَتْ مِنْ عَطَائِهِ، أَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَ بِهَا خَادِماً لأُمِّ كُلْثُوْمٍ».
  ثُمَّ قَالَ: «مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي فَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ ÷، ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ قَوْلَ يُوْسُفَ: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ}».
  ثُمَّ أَخَذَ فِي كِتَابِ اللَّهِ ø، فَقَالَ: «أَنَا ابْنُ الْبَشِيْرِ، وَأَنَا ابْنُ النَّذِيْرِ، وَأَنَا ابْنُ الدَّاعِي إِلَى اللَّهِ بِإذِنْهِ، وَأَنَا ابْنُ السِّرَاجِ الْمُنِيْرِ، وَأَنَا ابْنُ الَّذِي أُرْسِلَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِيْنَ، وَأَنَا مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ الَّذِيْنَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً، وَأَنَا مِنَ أَهْلِ الْبَيْتِ الَّذِي كَانَ جِبْرِيْلُ يَنْزِلُ فِيْهِمْ، وَمِنْهُمْ يَعْرُجُ، وَأَنَا مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ الَّذِيْنَ