رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الكلام على حديث السفينة مخرجوه

صفحة 181 - الجزء 1

  مَعَهُمَا، وَإِيثَارِ حَقِّهِمَا عَلَى أَنْفُسِهِمْ، كَمَا يُوصِي الأَبُ الْمُشْفِقُ النَّاسَ فِي حَقِّ أَوْلاَدِهِ، وَيُعَضِّدُهُ مَا فِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ عِنْدَ مُسْلِمٍ: «أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي»، كَمَا يَقُولُ: الأَبُ الْمُشْفِقُ اللَّهَ اللَّهَ فِي حَقِّ أَوْلاَدِي.

  «وَلَنْ يَتَفَرَّقَا».

  أَيْ: كِتَابُ اللَّهِ وَعِتْرَتِي، فِي مَوَاقِفِ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ بِتَشْدِيدِ النُّونِ الْحَوْضَ، أَيِ: الْكَوْثَرَ.

  إِلَى قَوْلِهِ: قَالَ الطِّيبِيُّ: لَعَلَّ السِّرَّ فِي هَذِهِ التَّوْصِيَةِ، وَاقْتِرَانَ الْعِتْرَةِ بِالْقُرْآنِ، أَنَّ إِيجَابَ مَحَبَّتِهِمْ لاَئِحٌ مِنْ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}.

  فَإِنَّهُ تَعَالَى جَعَلَ شُكْرَ إِنْعَامِهِ وَإِحْسَانِهِ، بِالْقُرْآنِ مَنُوطًا بِمَحَبَّتِهِمْ عَلَى سَبِيلِ الْحَصْرِ، فَكَأَنَّهُ ÷ يُوصِي الأُمَّةَ بِقِيَامِ الشُّكْرِ، وَقِيلَ: تِلْكَ النِّعْمَةُ بِهِ وَيُحَذِّرُهُمْ عَنِ الْكُفْرَانِ، فَمَنْ أَقَامَ بِالْوَصِيَّةِ، وَشَكَرَ تِلْكَ الصَّنِيعَةَ، بِحُسْنِ الْخِلاَفَةِ فِيهِمَا، لَنْ يَفْتَرِقَا، فَلاَ يُفَارِقَانِهِ فِي مَوَاطِنِ الْقِيَامَةِ، وَمَشَاهِدِهَا حَتَّى يَرِدَ الْحَوْضَ، فَشَكَرَا صَنِيعَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ÷ فَحِينَئِذٍ هُوَ بِنَفْسِهِ يُكَافِئُهُ وَاللَّهُ تَعَالَى يُجَازِيهِ بِالْجَزَاءِ الأَوْفَى وَمَنْ