رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الكلام على حديث السفينة مخرجوه

صفحة 182 - الجزء 1

  أَضَاعَ الْوَصِيَّةَ وَكَفَرَ النِّعْمَةَ فَحُكْمُهُ عَلَى الْعَكْسِ وَعَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ حَسُنَ مَوْقِعُ قَوْلِهِ فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا، وَالنَّظَرُ بِمَعْنَى التَّأَمُّلِ، وَالتَّفَكُّرِ، أَيْ: تَأَمَّلُوا وَاسْتَعْمِلُوا الرَّوِيَّةَ فِي اسْتِخْلاَفِي إِيَّاكُمْ هَلْ تَكُونُونَ خَلْفَ صِدْقٍ أَوْ خَلْفَ سُوءٍ ...

  قَالَ الْقَارِي: وَالْمُرَادُ بِالأَخْذِ بِهِمْ التَّمَسُّكُ بِمَحَبَّتِهِمْ وَمُحَافَظَةُ حُرْمَتِهِمْ وَالْعَمَلُ بِرِوَايَتِهِمْ وَالاعْتِمَادُ عَلَى مَقَالَتِهِمْ.

  وَقَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: التَّمَسُّكُ بِالْكِتَابِ الْعَمَلُ بِمَا فِيهِ وَهُوَ الائْتِمَارُ بِأَوَامِرِ اللَّهِ وَالانْتِهَاءُ عَنْ نَوَاهِيهِ، وَمَعْنَى التَّمَسُّكُ بِالْعِتْرَةِ مَحَبَّتُهُمْ وَالاهْتِدَاءُ بِهَدْيِهِمْ وَسِيرَتِهِمْ ... انْتَهَى. تُحْفَة الأَحْوَذِيِّ ..

  قَوْلُ الإِمَامِ القُرْطُبِيّ:

  وَقَالَ الإِمَامُ القُرْطُبِيُّ: عَنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ ÷: «أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي» ...

  وَهَذِهِ الْوَصِيَّةُ وَهَذِهِ التَّأْكِيدُ الْعَظِيمُ يَقْتَضِي وُجُوبَ احْتِرَامِ أَهْلِهِ وَإِبْرَارِهِمْ، وَتَوْقِيرِهِمْ، وَمَحَبَّتِهِمْ، وُجُوبَ الْفُرُوضِ الْمُؤَكَّدَةِ، الَّتِي لاَ عُذْرَ لأَحَدٍ فِي التَّخَلُّفِ عَنْهَا، هَذَا مَعَ مَا عُلِمَ مِنْ خُصُوصِيَّتِهِمْ بِالنَّبِيِّ ÷ وَبِأَنَّهُمْ جُزْءٌ مِنْهُ، فَإِنَّهُمْ