رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الصدق:

صفحة 231 - الجزء 1

  الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ}.

  فَجَعَلَ سُبْحَانَهُ الصِّدْقَ صِفَةٌ لِصَالِحِ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، وَدَلِيلاً عَلَى الإِسْلاَمِ وَالإِيمَانِ مِنْ أَشْرَفِ الصِّفَاتِ، وَجَعَلَ الصِّدْقَ لِلإِسْلاَمِ وَالإِيمَانِ عَلاَمَةٌ ثَانِيَةٌ مِنَ الْعَلاَمَاتِ، وَقَالَ تَعَالَى أَيْضاً: وَهُوَ يَصِفُ حُدُودَ صِفَات مَنْ رَضِيَ عَنْهُ مِنْ أَهْلِ التَّقْوَى: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ١٦ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ١٧}.

  فَجَعَلَ الصِّدْقَ سُبْحَانَهُ وَالصَّبْرَ وَالْقُنُوت، وَهُوَ الدُّعَاءُ مِنَ الدَّاعِي قَائِمًا لِلَّهِ، وَالإِنْفَاق فِيمَا رُزِقَ، وَتَرْكِ الْبُخْلِ مِنْ صِفَاتِ الْمُتَّقِينَ الأَبْرَارِ.

  وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ الصِّدْقَ بِالرِّضَا مِنْهُ، وَالْوَصِيَّة مِنْهُ بِهِ، وَكرَّرَ ذَلِكَ تَكْرَار بَعْدَ تَكْرَار، وَذَكَرَ صَدِقَ الْوَعْدِ فريضة، وَجَعَلَه مِنْ فَاضِلِ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، الَّتِي مَدَحَ بِهَا إِسْمَاعِيلَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ٥٤}، فَكَانَ صَدِقَ الْوَعْدِ مِمَّا رَضِيَ بِهِ عَنْ