رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الصدق:

صفحة 230 - الجزء 1

  فَالصِّدْقُ: بَرِيدُ الإِيمَانِ وَدَلِيلُهُ، وَمَرْكَبُهُ وَسَائِقُهُ، وَقَائِدُهُ وَحِلْيَتُهُ وَلِبَاسُهُ، بَلْ هُوَ لُبُّهُ وَرُوحُهُ.

  كَمَا فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ أَحْمَدُ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ÷: فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا عَمَلُ الْجَنَّةِ.؟

  قَالَ: «الصِّدْقُ، وَإِذَا صَدَقَ الْعَبْدُ بَرَّ، وَإِذَا بَرَّ آمَنَ، وَإِذَا آمَنَ دَخَلَ الْجَنَّةِ».

  وَقَالَ الشَّاعِرُ:

  عَوِّدْ لِسَانَكَ قَوْلَ الصِّدْقِ تَحْظَ بِهِ ... إِنَّ الِّلسَانَ لِمَا عَوَّدْتَ يَعْتَادُ

  مُوَكَّلٌ بِتَقَاضِي مَا سَنَنْتَ لَهُ ... فِي الصِّدْقِ وَالكِذْبِ فَانْظُرْ كَيْفَ يَرْتَادُ

  فَالصِّدْقُ فِي الْوَعْدِ، وَفِي الْعَهْدِ، مِنْ فَضَائِلِ الأَخْلاَقِ الَّتِي يَتَحَلَّى بِهَا الْمُؤْمِنُونَ.

  وَقَالَ: الإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمُ #:

  «وَأُوصِيكُمْ يَا بَنِيَّ: بِالصِّدْقِ فِي الْوَعْدِ وَالأَخْبَارِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ كَرَمِ صَالِحِ الأَبْرَارِ، وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ بِالصِّدْقِ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ، وَوَصَفَ أَهْلَ الصَّلاَحِ وَالإِيمَانِ، فَقَالَ: {إِنَّ