رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

حقوق الوالدين

صفحة 23 - الجزء 1

  فَقَالَ: «ارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا⁣(⁣١)».

  وَفِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَجُلاً هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ÷ مِنَ الْيَمَنِ.

  فَقَالَ: «هَل لَكَ أَحَدٌ بِالْيَمَنِ».؟

  قَالَ: أَبَوَايَ.

  قَالَ: «أَذِنَا لَكَ».؟

  قَالَ: لاَ.

  قَالَ: «فَارْجِعْ فَاسْتَأْذِنْهُمَا، فَإِنْ أَذِنَا لَكَ فَجَاهِدْ، وَإِلاَّ فَبِرَّهُمَا». وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّانَ.

  وَالْوَقْتُ يَا بُنَيَّ: يَطُولُ عَنْ سَرْدِ النُّصُوصِ فِي ذَلِكَ.

  فَهَذِهِ النُّصُوصُ تَدُل عَلَى وُجُوبِ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ وَتَعْظِيمِ حَقِّهِمَا.

  وَقَدَّمَ فِي الْحَدِيثِ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ عَلَى الْجِهَاد، لأَنَّ بِرَّهُمَا فَرْضُ عَيْنٍ يَتَعَيَّنُ عَلَيْكَ الْقِيَامُ بِهِ، وَلاَ يَنُوبُ عَنْكَ فِيهِ غَيْرُكَ.


(١) وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا: الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ، فِي الأَمَالِي الْخَمِيسِيَّةِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَالسُّيُوطِيُّ فِي جَامِعِهِ رَقْم (٣١٣٦)، وَقَالَ: أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، (٢/ ٢٠٤، رَقْم ٦٩٠٩)، وَأَبُو دَاوُد، (٣/ ١٧، رَقْم ٢٥٢٨)، وَالنَّسَائِيُّ، (٧/ ١٤٣، رَقْم ٤١٦٣)، وَابْنُ مَاجَهْ، (٢/ ٩٣٠، رَقْم ٢٧٨٢)، وَالْحَاكِمُ، (٤/ ١٦٩، رَقْم ٧٢٥٥) وَقَالَ صَحِيحُ الإِسْنَادِ. وَابْنُ حِبَّان، (٢/ ١٦٣، رَقْم ٤١٩). وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا: الْبُخَارِيُّ فِي الأَدَبِ، (١/ ١٩، رَقْم ١٣)، وَالْبَيْهَقِيُّ، (٩/ ٢٦، رَقْم ١٧٦٠٨) .....