رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

حقوق الوالدين

صفحة 24 - الجزء 1

  فَقَدْ قَالَ رَجُلٌ لابْنِ عَبَّاسٍ ®: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَغْزُوَ الرُّومَ، وَإِنَّ أَبَوَيَّ مَنَعَانِي.

  فَقَالَ: «أَطِعْ أَبَوَيْكَ، فَإِنَّ الرُّومَ سَتَجِدُ مَنْ يَغْزُوهَا غَيْرَكَ».

  وَالْجِهَادُ فِي سَبِيل اللَّهِ فَرْضُ كِفَايَةٍ إِذَا قَامَ بِهِ الْبَعْضُ سَقَطَ عَنِ الْبَاقِينَ، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ فَرْضُ عَيْنٍ، وَفَرْضُ الْعَيْنِ أَقْوَى مِنْ فَرْضِ الْكِفَايَةِ.

  يَا بُنَيَّ: يَبْلُغُ حَقَّ الْوَالِدَيْنِ دَرَجَة لاَ تَسْقُطُ مَعَهَا الصِّلَةُ حَتَّى وَلَوْ كَانَا مُشْرِكَيْن: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}.

  وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَسْمَاءَ قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ رَسُول اللَّهِ ÷، فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ÷، قُلْتُ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ رَاغِبَةٌ.

  أَفَأَصِلُ أُمِّي.؟

  قَالَ: «نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ».

  يَا بُنَيَّ: أَتَدْرِي مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِكَ.؟