رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

تنبيه

صفحة 263 - الجزء 1

تَنْبِيهٌ

  وَلاَ فَرْقَ بَيْنَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الأَمْرُ الْحَاصِلُ بِهِ الإِعْجَابُ اضْطِرَارِيًّا كَجَمَالٍ، أَوْ فَصَاحَةٍ، أَوْ كَثْرَةِ عَشِيرَةٍ، أَوْ مَالٍ، أَوْ بَنِينَ، أَوْ اخْتِيَارِيًّا كَكَثْرَةِ عِلْمٍ، أَوْ عِبَادَةٍ، أَوْ إِعْطَاءٍ، أَوْ إقْدَامٍ، فَإِنَّ الْعُجْبَ بِذَلِكَ كُلِّهِ قَبِيحٌ شَرْعًا، وَلاَ نَعْرِفُ فِيهِ خِلاَفًا» ... انْتَهَى كَلاَمُ الإِمَام عِزُّ الدِّينِ ...

  وَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإِيمَانِ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «لَوْ لَمْ تَكُونُوا تُذْنِبُونَ خَشِيتُ عَلَيْكُمْ مَا هُوَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ الْعُجْبَ الْعُجْبَ».

  قَالَ الْهَيْثَمِيُّ: فِي مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ، رَوَاهُ الْبَزَّارُ، وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ.

  فَجَعَل الْعُجْبَ أَكْبَرَ الذُّنُوبِ.

  وَإِنَّمَا كَانَ الْعُجْبُ أَشَدُّ لأَنَّ الْعَاصِيَ مُعْتَرِفٌ بِخَطِيئَتِهِ، فَتُرْجَى لَهُ التَّوْبَةَ، وَالْمُعْجَبُ مَغْرُورٌ بِعِلْمِهِ، وَعَمَلِهِ، فَتَوْبَتُهُ بَعِيدَةٌ، فَهُوَ مِنْ قَبِيلِ: {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ١٠٤} ...

  وَالْعُجْبُ يَصْرِفُ وَجْهَ الْعَبْدِ عَنِ اللَّهِ، وَالذَّنْبُ يَصْرِفُهُ إِلَيْهِ.

  لأَنَّ الْعُجْبَ يُنْتِجُ الاسْتِكْبَارَ، وَالذَّنْبَ يُنْتِجُ الاضْطِرَارَ، وَيُؤَدِّي إِلَى الافْتِقَارِ، وَخَيْرُ أَوْصَافِ الْعَبْدِ افْتِقَارُهُ وَاضْطِرَارُهُ إِلَى رَبِّهِ، وَعَلَى