طلب الحلال:
  رِقَّةٌ فِي دِينِهِ.
  وَضَعْفٌ فِي عَقْلِهِ.
  وَذَهَابُ مُرُوءَتِهِ.
  وَأَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ اسْتِخْفَافُ النَّاسِ بِهِ».
  وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: وَقَدْ سُئِلَ عَنْ أَفْضَلِ الْعِبَادَةِ.؟
  فَقَالَ: «بَذْلُ الْحِيلَةِ فِي طَلَبِ الْحَلاَلِ، وَقِلَّةُ الْحَوَائِجِ إِلَى النَّاسِ أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ».
  وَرَوَى أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ: عَنْ مُبَارَكٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيُّ يَقُولُ: فِيمَا يُوصِي بِهِ: «يَا أَخِي: عَلَيْكَ بِالْكَسْبِ الطَّيِّبِ، وَمَا تَكْسِبُ بِيَدِكَ.
  وَإِيَّاكَ: وَأَوْسَاخَ النَّاسِ أَنْ تَأْكُلَهُ أَوْ تَلْبَسَهُ، فَإِنَّ الَّذِي يَأْكُلُ أَوْسَاخَ النَّاسَ(١) مَثَلُهُ مَثَلُ عُلِّيَّةٌ لِرَجُلٍ، وَسُفْلُهُ لَيْسَ لَهُ، فَهُوَ لاَ يَزَالُ عَلَى خَوْفٍ أَنْ يَقَعَ سُفْلُهُ، وَتَتَهَدَّمَ عُلِّيَّتُهُ، فَالَّذِي يَأْكُلُ
(١) قَوْلُهُ: «يَأْكُلُ أَوْسَاخَ النَّاسِ»، وَهِيَ: الزَّكَوَاتُ، وَالْفِطْرَةُ، وَالْكَفَّارَاتُ، الَّتِي يَتَطَهَّرُونَ بِهَا مِنْ ذُنُوبِهِمْ، وَالَّتِي هِيَ طُهْرَةٌ لِلْمُزَكِّي، لأَنَّ الزَّكَاةَ تُطَهِّرُ الْمُزَكِّيَ مِنْ أَنْجَاسِ الذُّنُوبِ، وَتَنُقِّيهِ مِنْ أَوْسَاخِهَا، وَتُزَكِّي أَخَلاَقَهُ بِالتَّحَلِّي بِالْجُودِ وَالسَّخَاءِ، وَتُطَهِّرُ الْمَالَ الْمُزَكَّى، وَزَكَاةُ الْفِطْرِ الَّتِي هِيَ طُهْرَةٌ لِلصَّائِمِ، لأَنَّهَا تُطَهِّرُ الصَّائِمَ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ ...
وَمَعْنَى (أَوْسَاخُ النَّاسِ) أَنَّهَا تَطْهِيرٌ لأَمْوَالِهِمْ، وَنَفُوسِهِمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} ....