رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الاقتصاد في الإنفاق:

صفحة 316 - الجزء 1

  وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ: أَنَّ مِمَّا يُثَابُ عَلَيْهِ الإِنْسَانُ أَنْ يَتَكَسَّبَ بِقَصْدِ إِعْفَافِ نَفْسِهِ، وَإِعْفَافِ أَهْلِهِ.

  يَعْنِي: سَدِّ حَاجَةِ نَفْسِهِ: وَسَدِّ حَاجَةِ مَنْ يَمُونُهُ، وَمَنْ يَجِبُ عَلَيْهِ نَفَقَتُهُ، عَنْ سُؤَالِ النَّاسِ، وَالاسْتِغْنَاءِ عَنِ الْخَلْقِ، وَعَمَّا فِي أَيْدِيهِمْ.

  وَأَيْضًا: أَنْ يَسْتَحْضِرَ نِيَّة الاسْتِعَانَةِ بِهَذَا الْمَالِ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.

  فَإِذَا مَا عَمِلَ الإِنْسَانُ بِيَدِهِ، سَوَاءٌ عَمِلَ فِي الزِّرَاعَةِ، أَوْ فِي التِّجَارَةِ أَوْ فِي أَيِّ مِهْنَةٍ مِنَ الْمِهَنِ، بِقَصْدِ التَّقَوِّي بِهَذَا الْمَالِ الَّذِي يَكْسِبُهُ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ ø، وَبِقَصْدِ سَدِّ حَاجَتِهِ، وَحَاجَةِ مَنْ يَمُونُهُ، مِنْ زَوْجَةٍ، أَوْ وَالِدٍ، أَوْ أَهْلٍ، أَوْ وَلَدٍ، أَوْ أَقَارِبِ، فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يُثَابُ عَلَى هَذَا ثَوَابًا عَظِيمًا، بَلْ يُصْبِحُ فِعْلُهُ هَذَا عِبَادَةٌ يَتَقَرَّبُ بِهَا إِلَى اللَّهِ ø.

  تَصَوَّرْ أَنَّ الْعَبْدَ يَذْهَبُ يَتَكَسَّبُ، أَوْ يَذْهَبُ لِدُكَّانِهِ، أَوْ يَذْهَبُ لِسُوقِهِ، أَوْ يَذْهَبُ لِوَظِيفَتِهِ، أَوْ يَذْهَبُ لِمَزْرَعَتِهِ، أَوْ يَذْهَبُ لِصِنَاعَتِهِ، أَوْ يَذْهَبُ لأَيِّ عَمَلٍ يَعْمَلُهُ، وَهُوَ مُسْتَحْضِرٌ هَذِهِ النِّيَّةَ