رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الاقتصاد في الإنفاق:

صفحة 317 - الجزء 1

  فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يُثِيبُهُ عَلَى هَذَا الْعَمَلِ ثَوَاباً عَظِيماً، وَيَرْفَعُهُ بِهِ دَرَجَاتٌ.

  وَلَكِنْ مَعَ الاِلْتِزَامِ بِالضَّوَابِطِ الشَّرْعِيَّةِ، مَعَ الاِلْتِزَامِ بِالآدَابِ الشَّرْعِيَّةِ، الإِسْلاَمِيَةِ، مَعَ اسْتِحْضَارِ هَذِهِ النِّيَّة الطَّيِّبَةِ الْحَسَنَة، نِيَّةُ التَّقَرُّبِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ جَل، بِالتَّقَوِّي بِهَذَا الْمَالِ عَلَى الْعِبَادَةِ، نِيَّةُ سَدِّ حَاجَتِهِ، وَحَاجَةِ أَهْلِهِ.

  وَأَيْضًا: نِيَّةُ أَنْ يُنْفِقَ مِنْ هَذَا الْمَالِ فِي وُجُوهِ الْخَيْرِ الْمُخْتَلِفَةِ، فَإِذَا مَا اسْتَحْضَرَ هَذِهِ النِّيَّةَ، عَلَى هَذِهِ الْوُجُوهِ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يُثِيبُهُ، وَيَكُونُ عَمَلُهُ هَذَا فِيهِ فَضْلٌ عَظِيمٌ وَثَوَابٌ جَزِيلٌ.

  وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ: أَنَّ النِّيَّةَ الصَّالِحَةُ شَرْطٌ فِي قَبُولِ جَمِيعِ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَفِي صِحَّةِ جَمِيعِ الْعِبَادَاتِ، وَسَائِرِ أَنْوَاعِ الْقُرَبِ وَالطَّاعَاتِ ...

  لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}.

  وَلِقَوْلِهِ ÷: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى».