الاقتصاد في الإنفاق:
  فَالنِّيَّةُ الصَّالِحَةُ: أَصْلُ كُلِّ عَمَلٍ وَقَوْلٍ وَفِعْلٍ، وَلاَ يُتَقَبَّلُ الْعَمَلُ إِلاَّ بِالنِّيَّةِ الصَّادِقَةِ، لأَنَّ الأَعْمَالَ بِالنِّيَّاتِ، وَكُلُّ عَمَلٍ مَشْرُوع، أَوْ بِرٍّ وَخَيْرٍ، فَلاَ بُدَّ لَهُ مِنْ نِيَّةٍ وَحَرَكَةٍ.
  وَالْحَرَكَةُ بِهَذِهِ الأَعْمَالِ لاَ تُقْبَلُ مِنَ الإِنْسَانِ إِلاَّ بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ، وَهِيَ الَّتِي يَتَقَبَّلُهَا اللَّهُ، وَيُثِيبُ عَلَيْهَا ..
  وَهِيَ مَقْصُودَةٌ بِهَا تَمْيِيزُ الْعِبَادَاتِ عَنِ الْعَادَاتِ، وَتَمْيِيزُ بَعْضِ الْعِبَادَاتِ عَنْ بَعْضٍ.
  وَالنِّيَّةُ الْحَسَنَةُ: رُوحُ الْعَمَلِ، فَكَمَا أَنَّ الْجِسْمَ لاَ قِوَامَ لَهُ بِدُونِ رُوحِهِ، كَذَلِكَ لاَ قِوَامَ لِصُوَرِ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بِدُونِ حُسْنِ النِّيَّةِ وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ ÷: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى».
  فَإِذَا أَضْمَرَ هَذِهِ النِّيَّاتِ كَانَ عَامِلاً فِي طَرِيقِ الآخِرَةِ، فَإِنِ اسْتَفَادَ مَالاً فَهُوَ مَزِيدٌ، وَإِنْ خَسِرَ فِي الدُّنْيَا رَبِحَ فِي الآخِرَةِ.
  فَبِالنِّيَّةِ الصَّالِحَةِ: تَتَحَوَّلُ الأَعْمَال الدُّنْيَوِيَّة، إِلَى عِبَادَاتٍ وَإِلَى أَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، يُثَابُ عَلَيْهَا صَاحِبِهَا ........