رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

ترك ما لا يعنيك

صفحة 334 - الجزء 1

  وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ لاَ يَكُونَ ظَاعِنًا⁣(⁣١) إِلاَّ لِثَلاَثٍ:

  تَزَوُّدٍ لِمَعَادٍ.

  أَوْ مَرَمَّةٍ⁣(⁣٢) لِمَعَاشٍ.

  أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ.

  وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ بَصِيرًا بِزَمَانِهِ، مُقْبِلاً عَلَى شَأْنِهِ، حَافِظًا لِلِسَانِهِ، وَمَنْ حَسَبَ كَلاَمَهُ مِنْ عَمَلِهِ، قَلَّ كَلاَمُهُ إِلاَّ فِيمَا يَعْنِيهِ» ...

  وَرُويَ عَنِ النَّبِيِّ ÷ أَنَّهُ قَالَ: «أَكْثَرُ النَّاسِ ذُنُوبًا أَكْثَرُهُمْ كَلامًا فِيمَا لا يَعْنِيهِ» ..

  وَقَالَ الْحَسَنُ: «مِنْ عَلاَمَةِ إِعْرَاضِ اللَّهِ عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَجْعَلَ شُغْلَهُ فِيمَا لاَ يَعْنِيهِ».

  وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: «مَنْ عَلِمَ أَنَّ لِلْكَلاَمِ ثَوَابًا وَعِقَابًا قَلَّ كَلاَمُهُ إِلاَّ فِيمَا يَعْنِيهِ».

  وَقَالَ مَعْرُوفٌ الكَرْخِيُّ: «كَلاَمُ العَبْدِ فِيْمَا لاَ يَعْنِيْه خِذْلاَنٌ مِنَ اللَّهِ ø».


(١) قَوْلُهُ: (ظَاعِنًا)، الظَّاعِن: الْمُسَافِرُ ...

(٢) قَوْلُهُ: (أَوْ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ)، الرَّمُّ: إِصْلاَحُ الشَّيْءِ الَّذِي فَسَدَ بَعْضُهُ مِنْ نَحْوِ حَبْلٍ يَبْلَى فَتَرُمُّهُ، أَوْ دَارٍ تُرَمُّ مَرَمَّةً. ورَمُّ الأَمر: إِصلاحه بَعْدَ انْتِشَارِهِ.